أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال ​نجيب ميقاتي​، خلال رعايته افتتاح "جناح نهاد السّعيد للثّقافة" في المتحف الوطني في بيروت، إلى أنّ "هذا الجناح الّذي يقع في جوار المتحف الوطني، بحلّته المعاصرة، سيشكّل مساحةً تضجّ بالحياة، تنفخ الرّوح في معلمٍ وطني بقي صامدًا في وجه الحروب والدّمار".

ولفت إلى أنّ "حكاية المتحف الوطني نموذج مصغّر لحكاية ​لبنان​ الّذي شهد على مرّ تاريخه القديم والحديث الكثير من الفصول، الّتي تبدو معالمها واضحة في ما يكتنزه هذا المتحف من مقتنيات تجسّد انعكاسًا لتاريخ مجيد من الأصالة والحضارات. كما لا تزال جدران هذا المتحف وبعض محيطه، يحمل بصمات تشهد على يوميّات الحرب الأهليّة الّتي استمرّت خمسة عشر عامًا".

وركّز ميقاتي على أنّ "المطلوب منّا جميعًا أن نشبك الأيدي منعًا لتكرارها، ولنُخمد كلّ إشارات الفتن المتنقّلة والانقسامات البغيضة الّتي نتابعها يوميًّا. ويبقى قدر اللّبنانيّين أن نعيش معًا تحت سقف واحد".

وأوضح أنّه "ها نحن هنا اليوم نحيي مناسبةً تأجّل أوانها منذ الثّامن عشر من أيلول الماضي، بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان، متطلّعين إلى أن يكون هذا الافتتاح إيذانًا بوقف نهائي وشامل للعدوان وتداعياته، واستكمال نشر الجيش في كلّ الجنوب، وعودة جميع اللّبنانيّين النّازحين إلى ديارهم بكرامة وعزّة وانطلاق ورشة الإعمار".

كما أعلن "أنّنا أوصلنا رسالةً واضحةً إلى رعاة تفاهم وقف إطلاق النّار الدّوليّين، بوجوب وقف الخروقات والانسحاب الكامل من الأراضي اللّبنانيّة المحتلّة، وبأنّ الالتزام بتطبيق ​القرار 1701​ ليس مسؤوليّة لبنان فقط، بل هو ملزم للعدو الإسرائيلي. كما حذّرنا من الاستمرار في خرق تفاهم وقف إطلاق النّار لكونه يهدّد التّفاهم برمّته، وهو أمر لا اعتقد أنّ أحدًا يرغب بحصوله".

وشدّد ميقاتي على أنّ "قدرنا أن نتخطّى الصّعاب معًا، وأن نجابه كلّ ما يعترضنا من مشاكل وأزمات يدًا بيد، حتّى نعيد بناء المؤسّسات بعد انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة بإذن الله في جلسة الخميس المقبل، لكي تنتظم الحياة السّياسيّة وننصرف جميعًا إلى ورشة إصلاح وإنماء، لنبني للأجيال الطّالعة وطننا طالما حلموا به. على هذا الأمل تعالوا جميعًا إلى كلمة سواء، وإلى توحيد الجهود".

وأكّد أنّ "لبنان سيبقى، بفعل المبادرات الطيّبة قِبلةَ أنظار العالم، رغم كلّ ما يتعرَّض له من اعتداءات تطال النّاس بأرواحهم وإنقاذهم. وجوابنا الدّائم أنّ لبنان، كما تؤكّد عليه معالم وموجودات هذا المتحف العالمي الّذي يؤرِّخ للتّاريخ و الإنسانيّة، سيبقى في قلب الإنسانيّة وفكر العالم، لأنّه قبلة العالم".