اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن "على إسرائيل أن تتعلم من تجربة حرب لبنان الأولى في العام 1982، حيث أن إنجازاتها العسكرية السريعة آنذاك تآكلت تدريجياً عندما واجهت الوضع الداخلي المعقد في لبنان، مشيرة إلى أن لبنان بلد معقد ويصعب التأثير عليه، ولكن نتائج الحرب أشعلت بالفعل عمليات داخلية هناك قد تتوافق مع مصالح إسرائيل".

ورأت الصحيفة، أن "على إسرائيل الآن أن تتجنب إلحاق الأذى أو تعطيل العمليات الداخلية في لبنان، وأن تعرب عن التزامها بتنفيذ وقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وأن تعلن عن رغبتها في السلام في المستقبل مع الدولة اللبنانية، وأن تستثمر دبلوماسياً في توسيع التنسيق وقنوات الاتصال مع لبنان، بمساعدة الجهات الفاعلة الدولية مثل الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا ودول الخليج، لافتة إلى أن هذا أكثر أهمية في ضوء التغيرات الدراماتيكية التي تحدث في سوريا، والتي من المرجح أن تشكل مستقبل المنطقة في السنوات المقبلة".

وأشارت إلى أن "الاستخدام المفرط والمطول للقوة العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان من شأنه أن يؤدي إلى انهيار وشيك لوقف إطلاق النار، وتأخير عودة سكان الشمال إلى منازلهم، وإلحاق المزيد من الأذى بجنود الجيش الإسرائيلي، وتعزيز قوة حزب الله، وزيادة العداء تجاه إسرائيل بين العناصر المعتدلة في لبنان، ومحو الإنجازات العسكرية المثيرة للإعجاب التي حققتها إسرائيل".

ولفتت إلى أن "إسرائيل مطالبة الآن بالتصرف بحكمة، دبلوماسياً وعسكرياً، وعدم ترك الفرصة اللبنانية تفلت من بين أيديها، موضحة أنه لابد من تنفيذ وقف إطلاق النار، والحفاظ عليه، وتحويله إلى اتفاق دائم".