أشار عضو تكتل "لبنان القوي" النّائب جيمي جبور، إلى أنّ "طيّ صفحة ما قبل انتخاب رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، أتى انطلاقًا من قناعتنا بأهميّة موقع رئاسة الجمهوريّة على رأس الدّولة اللّبنانيّة، ووجوب احترام الموقع من خلال الوقوف إلى جانب شخص الرّئيس، خصوصًا أنّ الاعتراض كان انطلاقًا من مبدأ عدم جواز خرق الدّستور مجدّدًا، علمًا بأنّه لم يكن لـ"التيّار الوطني الحر" مرشّح محدّد؛ وأنّ رئيس "التيّار" النّائب جبران باسيل لا يرغب في التّرشّح راهنًا".
ولفت، في حديث لصحيفة "الشّرق الأوسط"، إلى أنّ "الصّفحة الجديدة الّتي تمّ فتحها، عنوانها الإيجابيّة والمساندة رغبةً في إنجاح العهد، وعدم تضييع الفرصة الدّوليّة المواكِبة لما بعد اتفاق وقف الأعمال الحربيّة، وانطلاق إعادة الإعمار، لا سيّما في ظلّ كلّ المتغيّرات السّياسيّة الّتي تشهدها دول المنطقة؛ ووجود لبنان المحوري في قلب هذه الأحداث".
أمّا بخصوص المشاركة في الحكومة من عدمه، فركّز جبور على أنّ "التيّار الوطني شكّل بعلم ومعرفة جميع الأفرقاء، بيضة القبّان الّتي أطاحت بإمكانيّة عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى رئاسة أولى حكومات العهد، وهو ما شكّل ردًّا على البعض، وخدمةً للعهد ولفكرة الإصلاح في لبنان، لا سيّما أنّنا أمام أولى حكومات العهد الّتي عليها وضع كثير من الخطط الإصلاحيّة في مشاريع قوانين ترسلها إلى المجلس النّيابي؛ مع ما في سجلّ ميقاتي من إطاحة وتمييع لكلّ الخطط الإصلاحيّة".
وأوضح أنّه "بما أنّ ثقة الحكومة تأتي من المجلس النّيابي، فمن الطّبيعي أن تكون الكتل الدّاعمة للتّكليف شريكةً عند التّأليف، خصوصًا أنّ كتلة "لبنان القوي" تُشكّل واحدةً من أكبر الكتل النّيابّية الأربع في المجلس النّيابي، ولكن في النّهاية تبقى مسألة التّأليف في عهدة رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلّف؛ ورهن ما يعرض علينا".
كما أكّد في الوقت عينه، أنّ "المعارضة تبقى خيارًا عندما تفرض علينا، إذ أنّنا بعد عودة العماد ميشال عون عام 2005، دخل "التيّار" مرحلةً جديدةً، قوامها المشاركة الفاعلة بالعمل البرلماني والحكومي، وهو شارك بكلّ حكومات ما بعد الانسحاب السّوري ما عدا حكومة رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة الأولى، الّتي غطّى يومها التّحالف الرّباعي (حزب الله وحركة أمل وتيّار المستقبل والحزب التقدّمي الاشتراكي)، الّذي كان قائمًا، عمليّة تغييب التّمثيل المسيحي الوازن عن تلك الحكومة؛ وتغييب رأي 70 في المئة من المسيحيّين الّذين أَولوا "التيّار" ثقتهم".
وختم جبّور: "حتّى لا نقول ما أشبه اليوم بالأمس، أتى قلبنا للطّاولة على تكليف ميقاتي، ومساهمتنا الأساسيّة في تكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة، ويبقى أن نقول إنّ الأمور بخواتيمها".