تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئاسة بشكل رسمي في الولايات المتحدة، ومعه دخلت البلاد في عصر جديد، الأكيد أنه سيكون أفضل من السابق على الأقلّ بالنسبة لأميركا... دخل ترامب البيت الأبيض حاملاً في جيبه سلاح "التغيير" في العالم، وفي الشرق الأوسط على وجه الخصوص.
كُثر يتخوفون من هذا "التغيير" ومن أن يكون لمصلحة إسرائيل، ولكن الرجل نجح، منذ ما قبل إنتخابه رئيساً للولايات المتحدة، بإيقاف الحرب الإسرائيلية على لبنان والدفع بإتجاه التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار، ونجح في توقيع هدنة لأسابيع في غزّة ترافقت مع عملية تبادل أسرى. وهو الذي قال قبل أسابيع قليلة إنه "يريد تحقيق هذا المطلب والتوصل إلى هذه الصفقة في غزّة، وإلا فأبواب الجحيم ستفتح".
بغضّ النظر عن إيجابيات وسلبيات هذا المشهد، أو حتى إذا كان ما حصل جيداً أم لا، لأن التجربة وحدها ستحكم، فإن الرجل كرّس في بداية عهده بإظهار "مشهد قوّة"، شعر به العالم، وأعاد لأميركا هيبتها وقوتها التي دُمّرت نوعاً ما على عهد الرئيس السابق جو بايدن، خصوصاً خلال الحرب الاسرائيليّة على لبنان، وكيف بدت الصورة وكأن رئيس الوزراء الاسرائيلي نيامين نتانياهو لا يأبه لبايدن.
الخوف من وصول ترامب إلى الحكم كان في "فتح" يد نتانياهو بشكل كامل. وتشير مصادر مطلعة عبر "النشرة" إلى أن "الرئيس الأميركي لا يريد أن يمشي بالحروب خلف نتانياهو، كما كان حاصلا، وهو مع اللوبيات في الولايات المتّحدة سيقومون بالأنسب، كما هم يرون لا كما نتانياهو واليمين المتطرّف في اسرائيل يرونه".
وتلفت المصادر إلى أنه "لن يكون هناك إقتتال داخلي على السلاح في لبنان، وحتماً سيكون هناك كلام عن سلاح "حزب الله" خارج جنوب الليطاني، من دون حربٍ او لجوء الجيش اللبناني الى نزع السلاح بالقوّة".
وترى المصادر أن "الأميركي ليس مستعجلاً لنزع السلاح، وإذا أراد الاستقرار في لبنان لا يمكن أن يذهب إلى إستعمال القوّة". وتشرح المصادر أن "الأميركيين يريدون العودة إلى ما قبل العام 2003، أيّ لمرحلة التسعينيات حين إنهار الاتحاد السوفياتي وبسطوا سلطتهم بشكل أُحادي كامل وتم توقيع اتفاق أوسلو، وقتذاك ركب الرئيس السوري حافظ الأسد قطار التسوية وتمت مكافأته، وفرض الخناق على من رفض.
وتؤكد المصادر أننا "بمرحلة إنتهى فيها تقريباً محور المقاومة، وسألت هل سيسلّم "حزب الله" السلاح"؟ وتعرب عن اعتقادها أن "الأمور لن تسير بهذا الشكل، فهناك أولاً ملفات أخرى كالودائع والفساد والتنقيب عن النفط وغيرها، في حين أن موضوع السلاح سيكون مؤجلاً إلى وقت لاحق، ولن يتم استعماله ضدّ اسرائيل، خصوصاً أنه لا يوجد إمداد ومنطقة جنوب الليطاني أصبحت منزوعة منه، وبالتالي يمكن أن يتم الحديث عن تسليمه في إطار استراتيجية دفاعية في مرحلة لاحقة، ولكن حتى هذا الأمر ليس واضحاً وإلى أي مدى يمكن للأميركي أن يبقى بضمانة ألاّ يتمّ استعماله، وهو مرتبط بالتفاهم الأميركي الإيراني بالمنطقة".
في المحصّلة، دخلت منطقة الشرق الأوسط في العصر الأميركي، والأيام المقبلة ستكشف كيف سيتم التعامل مع الملفّات في الداخل...