أشار رئيس اللجنة العلمية لتوثيق الأنساب في لبنان السيد حسن عيسى، الى انه "فجر يوم الأحد، تنتهي المهلة المحددة بستين يومًا لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المواقع التي تتواجد فيها في جنوب لبنان، وفقًا للاتفاق المُبرَم، وابتداءً من الساعة الرابعة فجر الأحد، ستُعتبر أيّ قوّة إسرائيلية متبقية على أراضي الجنوب اللبناني قوّة احتلالٍ يجب مقاومتها".
واعتبر عيسى أنه "يتوجب على جميع الأطراف المعنية أجهزة الدولة والجيش والشعب التصدي لها بمقاومة فعلية، إذ يُصرّ أهالي الجنوب على استعادة حقهم في دخول قراهم فجر الأحد دون أي عوائق"، معتبرا ان "الدولة اللبنانية، التي عجزت طوال فترة المهلة عن كبح الخروقات الإسرائيلية المتكررة، تواجه الآن بعد انقضاء المهلة مهمةً جديدةً تتمثل في مواجهة بقايا القوات المحتلة على أراضيها، خاصةً مع وجود مؤشراتٍ على استمرار تواجدها.
وتابع :"من هذا المنطلق، على كل من ادّعى قدرة الدولة والجيش على التحرير أن يُجهّز الجيش فورًا لتنفيذ هذه المهمة، فإن ثبت عجزه عن ذلك، يُعلن صراحةً ليُصار إلى خياراتٍ شعبيةٍ بديلة".
ولفت الى انه "في سياق متصل، تروّج وسائل إعلام إسرائيلية وفق تسريبات مزاعمَ عن عجز الجيش اللبناني عن الانتشار في الجنوب، وبغضّ النظر عن صحّة هذه الذرائع، يُطرح سؤالٌ جوهري: أليس من الواجب على مصادر عسكرية لبنانية رسمية توضيح القدرات الحقيقية للجيش، تفنيدًا لهذه الادعاءات وكشفًا لحقائقها؟ فمعرفة الواقع خاصةً لأهالي الجنوب واللبنانيين عامةً حقٌ لا يُنازَع، يتطلّب شفافيةً تامّة من الجهات المسؤولة".
من جهة اخرى، لفت عيسى الى انه "مَن كان يُلحّ علينا بزَعمِه أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة والقرارات الدولية والضمانات الأميركية ستُجيرُنا من عُدوان الاحتلال، وأن الدولة هي الحامية للبنان من اعتداءات الكيان الصهيوني، ها هو اليوم يُكشفُ عَورَتُه، ويُجبَرُ على الخروج من جُحره!
وتابع :"لن نسمح لكم أيها الكاذبون المُتستِّرون بِأكاذيبكم أن تُطَمِّروا رؤوسكم في وَحْلِ الخيانة! فنحنُ نَرقبُ خطواتكم الواهنة، ونكشفُ مُؤامراتكم الخبيثة التي دَسَسْتموها ضد لبنانَ الحُر، فسلَبْتم سيادتَه، وخنقْتم شعبَه، وأوقفْتم بناءَ دولته الحقيقية، وَرَهَنْتم قرارَه للسفاراتِ الأجنبية".
وسأل :"أيُّ وَجْهٍ لكم تُنكرون فضلَ مَن حمى الأرضَ والعِرضَ، وتَرمون أشرفَ حركات المقاومة في التاريخ بِشَتْمِكم الباطل؟! إنَّكم بِحَقٍ مَشاريعُ الخارجِ المُعلَّبة، تُردِّدون ما يُلقى في آذانكم، أمّا المقاومةُ العزيزة، فليست بِدَعةِ أحدٍ منكم، ولن يَفرضَ عليها أحدٌ كيف تُدافع عن تراب الوطن، أو متى تُطلق صَوتَ الحقّ، أو بأيِّ شكلٍ تُحطِّمُ أغلالَ الاحتلال".
وأضاف :"إليكم يا مَن ادَّعيتم استعادة قرار الحرب والسلم نقولُ: المُطالبةُ اليوم ليست مِنّا، بل مِنكم! فالدولةُ التي غابَت إرادتُها فحلَّت مكانَها إرادةُ المُقاومة عليها أن تَنهضَ مِن قمّة الهرم، وتَتحمّل مسؤوليتها في مواجهة الاحتلال، لا أن تَختفي خلفَ خطاباتٍ مُزيَّفة، القرارُ قرارُكم فكُفوا الهروبَ مِن جِراح الحقيقة، وانهضوا لِما ادَّعيتموه أو فَاعلَموا أن التاريخ لن يرحمُ أقدامَكم الواهنة".
وختم :"هيّا… هَلُمُّوا إلى ساحة الشرف أيّتها الدولة".