لفت رئيس حزب "الكتائب اللّبنانيّة" النّائب ​سامي الجميل​، إلى أنّ "المشهد في الجنوب اليوم فيه أمل مع شعور بالأسى لسقوط ضحايا وجرحى مجدّدًا، وأي نقطة دم تسقط مؤلمة، وقد عشنا شغف أهل الجنوب الّذين كانوا نازحين لدينا، والبعض منهم عاد إلى بلدته رغم التّحذيرات"، معتبرًا أنّه "أصبح هناك قيادة في ​لبنان​ هي بيد رئيس الجمهوريّة، ونحن في مرحلة إعادة تكوين السّلطة، وبالتّالي يجب ترك العمل للسّلطة السّياسيّة ورئيس الجمهوريّة لتأمين العودة، كي تكون آمنة ولا يسقط شهداء".

وركّز، في حديث تلفزيوني، على أنّه "يهمّنا ألّا يكون هناك استغلال سياسي للموضوع، وأن يكون الانتصار للدّولة ومنطق الدّولة وللجيش، وألّا تكون ورقة تُستخدم لمكاسب أو تحسين شروط سياسيّة"، مشيرًا إلى أنّ "بيان "​حزب الله​" الّذي يتكلّم عن بيان وزاري بينما يسقط الشّهداء وبلد يجب أن يتحرّر من وجود أي بندقيّة غريبة، مستغرَب".

وأوضح الجميّل أنّ "بالنّسبة لنا هناك جيش يتحمّل مسؤوليّته، ويجب تركه ليقوم بالمفاوضات، مع التّذكير بأنّ المناطق لم تكن مدمَّرة والمغامرات هي الّتي أدّت إلى الدمار ودخول الجيش الإسرائيلي، ويجب ترك الموضوع للسّلطة الشّرعيّة كي تلمّ البلد"، متمنّيًا أن "يُترك الملف بيد السّلطات الرّسميّة، كي لا نعرّض لبنان مجدّدًا للمغامرات، وكي يعود أهلنا إلى بيوتهم وقراهم سالمين ونتمكّن من إعادة الإعمار".

وأكّد "أنّنا تحت سقف الدّولة، ونطالب بالشّراكة بين اللّبنانيّين تحت سقف الدّولة وبإطارها، والدّفاع بيد الجيش وحده، وإرادة الدّولة يأخذها رئيس الجمهورية والحكومة؛ وهنا يكون التّضامن الوطني تحت سقف القانون وسيادة الدّولة. أمّا بما يتعلّق بشعورنا مع أهل الجنوب، فنحن لا ننتظر بيانًا من "حزب الله"، لأنّنا نعيش وجع أهل الجنوب يوميًّا".

كما شدّد على أنّ "الدّفاع عن لبنان لا يجوز أن يكون حكرًا على أحد. والمطلوب "مقاومة شعبيّة" بقرار من الدّولة وبإدارة الجيش، لا أن يفتح كلّ فريق على حسابه. حان الوقت أن نكون كلّنا تحت سقف الدّولة، ونحن بتصرّف القيادة الجديدة، والتّعاطي سيكون وطنيًا تحت العلم اللّبناني فقط لا غير، لا أن نعود إلى منطق رايات لا علاقة لها بلبنان".

وفسّر الجميّل أنّ "كلامي في جلسة انتخاب الرّئيس كان هدفه الانطلاق بالمرحلة الجديدة بإشارة إيجابيّة، وأنا ضدّ الإقصاء وأن يدفع مجتمع بكامله ثمن مغامرات معيّنة أو تغيير بموازين القوى في لبنان، ومن واجبي أن أقول إنّ البلد نبنيه جميعنا"، مركّزًا على أنّ "المطلوب إشراك الجميع، ولكن هذا الموضوع لديه شروط أوّلها ألّا تكون هناك امتيازات لأحد ونكون كلّنا تحت سقف القانون، لا للإقصاء ولا للامتيازات، ونعم للشّراكة بالمساواة ولا يمكن بناء شراكة من دون مساواة".

وعن تشكيل الحكومة، أشار إلى "أنّنا لم ندخل في نقاش طلبات حكوميّة، ونحن الحزب الوحيد الّذي لم يدخل في "الطّلبات" وهذا أمر صحّي. الأولويّة أن "يقلّع" العهد بشكل مرتاح، وأن يؤلّف رئيس الحكومة المكلّف الحكومة بأسرع وقت، لذلك نسهّل الأمور وهدفنا أن تكتمل المؤسّسات فلبنان بحاجة أن ينطلق عمله التّقني".

وكشف عن "أنّني سأعرض على رئيس الجمهوريّة ​جوزاف عون​ غدًا عقد مؤتمر مصارحة ومصالحة حقيقي في لبنان، لأنّ التّكاذب موجود، والحذر سببه أنّ الجميع خائفون من بعضهم البعض، وكلّ فريق يعتبر أنّ هدف الآخر إلغاؤه"، مبيّنًا "أنّنا سنتكلّم بهواجس الجميع، كي يتمّ الاعتراف بالآخر وتضحياته كي لا تتكرّر تجارب الماضي ونبني على صخر".