رأى الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة، في حديث لـ"النشرة"، أن "حزب الله" حاول يوم أمس القيام بإنقلاب مصغر، لكي يعود إلى مرحلة ما قبل الثامن من تشرين الأول من العام 2023، متحدثاً عن مجموعة من الرسائل التي أراد الحزب إرسالها، سواء من خلال المشهد الصباحي في الجنوب أو المشهد المسائي في شوارع العاصمة بيروت.
وأشار حمادة إلى أن أحد أهداف إرسال "كتيبة الأهالي" إلى الجنوب هو توجيه رسالة إلى بنية الحزب بأنه لا يزال موجوداً وقوياً وقادراً على التحرك، بالإضافة إلى توجيه أخرى إلى الجمهور العريض في الطائفة الشيعية لتذكيره بأنه هو الذي يقود الطائفة.
كما لفت حمادة إلى أن هناك رسالة إلى الحكم الجديد، أي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، حيث كانت الرسالة إلى الأول تتعلق بنقطة أساسية في خطاب القسم هي حصرية السلام بيد الدولة، وبالتالي أراد أن يقول إن هذا الخطاب نظري وغير قابل للتطبيق، أما بالنسبة إلى الثاني فالرسالة متعلقة بعملية تشكيل الحكومة، بأنه ممنوع التراجع عن المكتسبات التي تم تحقيقها في السنوات الماضية، وبالتالي حقيبة المال لن تخرج من تحت عباءة الثنائي الشيعي.
بالإضافة إلى ذلك، اعتبر حمادة أن هناك رسالة أخرى إلى الداخل اللبناني، تتعلق بالتأكيد أن الحزب عائد إلى مرحلة ما قبل الثامن من تشرين الأول، أي تاريخ إنخراطه في الحرب، مشيراً إلى أن الحملة الدعائية، التي رافقت تحرك الأمس، لناحية التشديد على أن المقاومة هي الحل، ورفض تسليم السلاح كما هو منصوص عليه في القرارات الدولية ذات الصلة.
على الرغم من ذلك، أوضح حمادة أن الأماكن التي تم الدخول إليها كان من المعروف أن الإسرائيلي سيخرج منها، في حين أنه في الأماكن التي لا يريد الخروج منها بادر إلى إطلاق النار.
بالنسبة إلى مشهد المساء، أشار حمادة إلى أن الحزب أراد أن يذكر باقي المكونات الطائفية في البلد بأنه يستطيع إجتياح الشوارع متى يريد، معتبراً أن الدخول إلى المناطق عبر الدراجات النارية كان مقرراً ومنظماً ومعروف من أي الجهات التي تعطي الأموار به.
واعتبر حمادة أن الحزب أراد، من خلال مشهد الصباح، إعلان إنتصار لمحاولة حرف الأنظار عن الهزيمة الكبرى التي تعرض لها شهري أيلول وتشرين الأول، في حين أنه في مشهد المساء أظهر أنه لا يحترم العلاقة مع باقي المكونات، الأمر الذي زاد من حالة النفور تجاه الحزب داخل البيئات الأخرى.