رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أن مشهد العودة الجماعية لآلاف الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة إلى مدنهم وقراهم المدمرة في شمال القطاع، سطر واحدا من أخلد المشاهد في تاريخ القضية الفلسطينية.
وأشارت إلى أن مشهد "العودة"، ينقل أكثر من رسالة لا تحتمل التأويل: الأولى، أن الشعب الفلسطينى متشبث بأرضه، ومتمسك بالحياة، وقادر على أن يكون أقوى وأعتى من أي رياح عاتية قد تعصف به بين الحين والآخر. والثانية، أن الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق مخططاته بتطهير القطاع من سكانه، واجتثاث المقاومة الفلسطينية من على الأرض، أما الرسالة الثالثة، وهي الأهم، فهي فشل مخطط التهجير فشلاً ذريعاً، بعد أن أعلنت الدولة المصرية، قيادة وحكومة وشعبا، ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع حرب التطهير في غزة، رفضها الكامل والمطلق لأي خطة أو مشروع يهدف إلى ترحيل أو نقل أبناء غزة إلى خارج القطاع.
وأضافت: "كان، ولا يزال، وسيظل، مذهلا، بين مشهد العودة الفلسطيني الرائع الذي بدأ أمس الأول، وبين هبة المصريين بكل أطيافهم للدفاع عن بلادهم ومساندة قيادتهم السياسية، في مواجهة أي ضغوط أو أي تصريحات، أو حتى مجرد أي تسريبات أو أي تلميحات، بإمكانية نقل الفلسطينيين إلى أراضي سيناء، أيا كان مصدر هذه التصريحات أو التلميحات أو التسريبات، وأيا كانت مبرراتها، فسيادة مصر ووحدة أراضيها واستقلالية قرارها أمور لا تقبل النقاش".
واعتبرت أن "هذا الاصطفاف الوطني الرائع للمصريين خلف قيادتهم يجب أن يكون موقفا دائما، ثابتا، لا يتغير، ولا يتزعزع، إلى أن يزول الحديث عن مثل هذه المخططات الغريبة، التى تتنافى مع أبسط قواعد القانون الدولي والإنساني، وتنتهك القرارات الدولية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
ورأت أنه "على أصحاب هذه المخططات والمشروعات أن يبحثوا عما هو أفضل وأنسب لتحقيق السلام الدائم والحقيقي في منطقة الشرق الأوسط، وهو البدء فورا في عملية إعادة إعمار غزة، والسعي نحو تحقيق حل الدولتين، الكفيل تماما بمنع نشوب صراعات أخرى في المنطقة".
ووأشارت إلى أنه "على أصحاب هذه المخططات النظر، بتأن شديد، إلى مشهد الاصطفاف الوطني المصري، ومشهد العودة الفلسطيني، قبل الحديث عن أي خطط أو أفكار".