عقدت "مجموعة العشرين" اجتماعا دوريا برئاسة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في مكتبه في "السادات تاور"، في ضوء التطورات والتحولات الوطنية والسياسية والانفراجية المفصلية المتسارعة في لبنان والمنطقة، وناقشت المواضيع السياسية المطروحة، واصدرت بيانا، ثمنت فيه عالياً "انتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية".

وأبدت المجموعة تقديرها "لما ورد في خطاب القسم المميز والمفعم بالوطنية والإيمان بلبنان وعروبته، هويةً وانتماء، وبالشعب اللبناني، والعامر بالإرادة والعزيمة الحازمة"، وأمّلت أن "يشكل ذلك خطوة متقدمة على طريق انطلاق لبنان نحو الخروج من أزماته المتكاثرة على أكثر من صعيد ومجال".

وعبر المجتمعون عن ترحيبهم بـ"التطور الانفراجي الثاني الذي تمثل بتسمية نواف سلام لتشكيل الحكومة المقبلة"، معتبرين ان ذلك "يمثل استكمالا لانتخاب الرئيس عون وخطوة نحو اعادة تكوين وبناء مؤسسات الدولة الدستورية وبدء العمل على تعزيز بناء كفو ومحوكم لإدارات الدولة ومؤسساتها وأجهزتها من أجل تلبية طموحات اللبنانيين ببناء دولة قانونٍ ومؤسسات، دولة ديموقراطية برلمانية، تقوم على مبدأ فصل السلطات وتوازنها وتعاونها، وتقوم على قيم الحق والمساواة والعدالة، تحترم الدستور وتلتزم بأحكامه، وتحسن وتستكمل تطبيق اتفاق الطائف وتحترم استقلالية القضاء والقوانين النافذة، وتلتزم بقرارات الشرعيتين العربية والدولية ذات الصلة بلبنان، لا سيما بتنفيذ صحيح وكامل للقرار 1701، بما في ذلك الترتيبات والتفاهمات الأمنية التي تم التوافق عليها لتطبيق هذا القرار الدولي بكل مندرجاته".

كما ثمن المجتمعون "صمود اللبنانيين في الجنوب وثباتهم على التمسك بأرضهم وترابهم الوطني وبحقوقهم الوطنية والإنسانية، وإصرارهم على العودة الى قراهم ومنازلهم المهدمة جراء العدوان الغاشم"، وفي الوقت ذاته، شجبوا اعمال "أولئك الذين حاولوا تشويه هذه العودة الوطنية والتاريخية والفارقة من قبل بعض المتظاهرين الخارجين عن الإجماع الوطني اللبناني".

وطالبوا الراعيين الدوليين، "وتحديدا الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، أن تفيا بالتزاماتهما في تنفيذ التفاهم على تنفيذ القرار الدولي 1701، وذلك بالضغط على اسرائيل لكي توقف اعتداءاتها المتكررة على المواطنين اللبنانيين والمناطق اللبنانية، وتنسحب فوراً من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة، والعمل على تسهيل مهمة الجيش اللبناني في مواكبة تنفيذ القرار 1701 بجميع مندرجاته على الأراضي اللبنانية كافة".

وتوجه المجتمعون بـ"التهنئة والاكبار والتقدير والإجلال للشعب الفلسطيني والمواطنين الغزاويين الأبطال"، وعبروا عن تقديرهم وتأييدهم "للصمود الوطني الأسطوري والتضحيات الكبرى التي بذلها أهالي قطاع غزة في الدفاع عن أرضهم ووطنهم"، وحيوا "الزحف البشري الإنساني المهيب وغير المسبوق للإخوة الفلسطينيين في قطاع غزة سيرا على الأقدام إلى شمالي القطاع، وهم ممتلئون بالروح الوطنية العالية التي تظللها الكرامة والصلابة والوحدة، والتمسك بأرض الآباء والأجداد وبتراب الوطن الفلسطيني، مؤكدين ومشددين على تمسكهم الكامل بأن يكون لهم وطن ودولة حرة وسيدة ومستقلة".

واعتبروا ان "المخططات التي يجري الترويج لها لتهجير سكان قطاع غزة قسرا الى خارج فلسطين، ضربا من ضروب التطهير العرقي المرفوض رفضا باتا إنسانيا ووطنيا ودوليا، وجريمة بحق الإنسانية وحقوق الإنسان المنصوص عنها في القوانين والاعراف الدولية"، مشددين على "أهمية استنهاض موقف عربي ودولي جامع، رافض للتهجير القسري الممنهج لأهالي قطاع غزة والضفة الغربية، ورافض لجميع مخططات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وداعم لحل الدولتين حسب ما جاء في مبادرة قمة بيروت العربية للسلام في العام 2002".

وأملوا ان "تكون المرحلة المقبلة مرحلة استقرار وتطور وثبات في العلاقة بين لبنان وسوريا على قاعدة الندية والاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل بين البلدين الشقيقين".