رأى وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال جورج كلاس ان شعار "معا للإنقاذ" الذي اتخذته حكومة نجيب ميقاتي بعد نيلها ثقة مجلس النواب، لم يكن الا صادقا، إطلاقا من رغبة الحكومة وعزيمة رئيسها على ايجاد الحلول الناجعة للواقع المأساوي الذي كانت قد انحدرت اليه البلاد نتيجة عوامل داخلية وخارجية عدة، كان أبرزها الإفلاس المالي، والانهيار الاقتصادي والنقدي الذي قضى على رواتب القطاعين العام والخاص، ومحاصرة لبنان سياسيا، وانعكاس معاقبة سورية بقانون قيصر سلبا ومباشرة على الداخل اللبناني.
ولفت كلاس في حديث الى "الأنباء" الكويتية، الى ان الانتخابات النيابية في العام 2022 أتت بعد ثمانية أشهر من صدور مرسوم تشكيل حكومة ميقاتي في 10 ايلول 2021، لتحد من قدرات الأخيرة وإمكانياتها على إخراج لبنان من النفق، بسبب تحولها الى حكومة تصريف أعمال، ناهيك عن توقيع الرئيس (السابق للجمهورية) العماد ميشال عون في 30 تشرين الاول 2022 مرسوم اعتبارها حكومة مستقيلة، أي مجردة حتى من الصلاحيات المناطة دستوريا بحكومات تصريف الأعمال. هذا الأمر أدى الى مقاطعتها من قبل وزراء التيار الوطني الحر. لكن وعلى رغم المقاطعة، بقيت الحكومة تصرف الأعمال عبر التكامل بالمسؤوليات بين الوزراء حتى المقاطعين منهم.
وتابع: حكومة ميقاتي صرفت الأعمال على مدى سنتين ونصف السنة، لكنها لم تتصرف بالوطن كما يحلو لبعض المغرضين أصحاب المصالح الخاصة اتهامها زورا وبهتانا. وكان السؤال الدائم الذي ساد أروقة السرايا الكبيرة ومكاتب الوزراء: ما هو البديل عن الالتزام بتصريف الأعمال؟ ولم يكن لدينا سوى جواب واحد فقط، وهو ان الواجب الوطني يفرض علينا كوزراء أمناء على مصالح الدولة والشعب، حضور جلسات مجلس الوزراء لتفادي وصول البلاد الى الارتطام الكبير، علما اننا لم نتخذ أي قرار يتعارض مع الصلاحيات اللصيقة برئيس الجمهورية، وأتحدى من يستطيع إبراز قصاصة ورق، تشير ولو من بعيد الى المساس بها.
وتابع "لست بوارد الدفاع عن الحكومة، الا ان قول الحق والحقيقة يعلو ولا يعلى عليه، وهو ان هذه الحكومة كانت أكثر الحكومات التي تعرضت للظلم والتظلم. والقاصي والداني يعلمان انها عملت باللحم الحي لتنقذ ما يمكن انقاذه، خصوصا في الملفات الضاغطة كالغذاء والنفط والصحة والأمن والجيش وتأمين رواتب القطاع العام. وكان اجدى ببعض الغيارى ان يتوجهوا ولو بكلمة إطراء يتيمة الى الحكومة رئاسة ووزراء، لصمودهم في وجه المآسي والانهيارات، لا ان يوجهوا السهام الى صدور الوزراء، واتهامهم زورا وبهتانا بالتقصير والتقاعس".
وتابع "حرصت حكومة تصريف الأعمال كل الحرص على صون وتنقية علاقات لبنان مع الدول العربية الشقيقة، لا سيما مع الخليجية منها التي لم تتخل يوما عن الوقوف الى جانب لبنان واللبنانيين. واتهام حكومة تصريف الأعمال بأنها حكومة ممانعة، محاولة رخيصة لا تتعدى كونها تهمة شعبوية للاستهلاك السياسي الإلغائي ليس الا، اذ كان المطلوب من البعض إطلاق النار على الحكومة لغايات صرف سياسية".
ولفت الى انه على ان ميقاتي كان يستحق العودة الى ترؤس السلطة التنفيذية في عهد الرئيس جوزف عون، نظرا الى نجاحه على رأس الحكومة في فرملة سقوط الدولة، على الرغم من الحروب والانقسامات السياسية الحادة واشتعال المنطقة. وكذلك على رغم الانهيارات الموروثة وعدم وجود اعتمادات للوزارات.
وأكد كلاس ان هذا الموقف لا يعني الانتقاص من مناقبية ومصداقية وخبرات الرئيس المكلف نواف سلام، انما للتعبير عن مدى الظلم الذي لحق بالرئيس ميقاتي والتنكر لإنجازات حكومته. وختم كلاس ابن بلدة رأس بعلبك البقاعية، متمنيا "لرئيس الحكومة المكلف نواف سلام النجاح في مهمته على رأس السلطة التنفيذية، لاسيما ان أمامه عقبات كثيرة تتطلب الكثير من الحنكة والصبر لتذليلها".