هم الحاملون رسالة بمجمع خلقدونيا في التجسد. والاعلان التيولوجي والانتربولوجي في شخص المسيح الاقنوم الثاني من الثالوث الواحد الاقدس بطبيعة الهية وطبيعة انسانية ومشيئة الهية ومشيئة انسانية في شخص يسوع المسيح ابن الله المتجسد.
هذا في البعد التيولوجي العقائدي لأنّ ايمانهم ايمان بطرس وهم كالوردة بين الاشواك ليس فيهم أي انقسام بين أزمنة كاثوليكية ومارونية وارثوذوكسية. وهم تيار فكري فلسفي وروحي وجودي مرتبط بلقاء الارض والسماء يعيش الحرية والكرامة والاحترام الكامل للشخص البشري ذكرا وانثى. لأنه قبل الثورة الفرنسية عام 1789 نادى وقرّر في المجمع اللبناني.
في دير سيدة اللويزة 1736 قرّر الزامية التعليم ومساواة المرأة والرجل، ومن هنا كان الفضل بتطور وتثقيف وحرية المرأة المارونيّة برقي المجتمع الماروني واللبناني عامة، وزاد على ذلك يوم كان أول من أتى بالمطبعة من المانيا وفي الثلج والبرد أوصلها الى دير مار أنطونيوس قزحيا وبدأ بتنوير الشرق. والمجتمع اللبناني والمشرقي.
الموارنة كانوا في الريادة والبدايات التأسيسية بعيش الديمقراطية التعددية مع اخوانهم الدروز والسنة والشيعة في لبنان، اذ كانت حدود لبنان هي حدود الأديار من الشمال الى الجنوب الى الشرق والغرب، وكانت مدرسة تحت السنديانة التي أول من أقامها الكهنة والرهبان الموارنة. هم اول دافع للنهضة الفكرية والثورة العلمية والحضارية والثقافية وكان للفنون جميعها دورها الرائد في الابداع واضافة الجمال بالعين والاذن واليد.
وحدهم الموارنة عاشوا مع جمعيع الطوائف الاخرى، فلا نجد ضيعة سنية شيعية أو درزية سويّة بل نجد جميع القرى فيها موارنة وشيعة أو موارنة ودروز أو موارنة وسنة، من هنا اعطى لبنان هذا القبول للآخر واحترامه وحب الاغتناء به. لذلك قيل مجد له أعطي بفضل هذا التاريخ المجيد كما يقول الدكتور شارل مالك والدكتور كمال صليبي وقدس الاباتي بولس نعمان في كتاباتهم عن الموارنة.
وفضل الموارنة الكبير انهم سكنوا الجبال الوعرة وتركوا السهول الخفية حفاظا على حريتهم الدينية والشخصية وطحنوا الصخور القاسية وجلّلوها، وجعلوا منها جنائن خضراء بالخير والغلال ولم يعش الموارنة المحرمات بل الاحترام لشخص المرأة وللخمرة واللحم والمأكل والمشرب والملبس وشعر الانثى أو جسدها. ولم يدفنوا الانثى أو يعتبروها عورة، بل الاخت والام والحبيبة والشريكة، واذا قيل ان كلمة لبنان تعني لب: قلب، فان لبنان يكون قلب الله والموارنة احبوا لبنان لذلك. فان الموارنة احبوا هذا القلب واحبوا الله وأحبوا ارض لبنان موحدين حول بطريركهم اينما كانوا في جميع شتات الدنيا والاغتراب، فبطريركهم واحد وكنيستهم واحدة ووطنهم واحد لبنان لا شريك له.
بشفاعة مار مارون احمي لبنان وبارك ارضه واهله وكل من يحمل اسم مارون.
وفي النهاية، انّ المارونية منبع القديسين ومنهم القديس الكبير مار شربل ونعمة الله الحرديني والقديسة رفقا والطوباوي الأخ اسطفان نعمة والطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي، ومنهم الكثير من الانقياء والشهداء والناس والاتقياء الطيبين كأرض لبنان وطقسه شمسه وهوائه وكلها نعم من السماء.