لفت رئيس الحكومة الأسبق ​فؤاد السنيورة​، بعد زيارته رئيس الجمهوريّة ​جوزاف عون​ في قصر بعبدا، إلى "أنّنا عانينا الأمرَّين على مدى العقدَين الماضيين في التّأخّر في انتخابات رئاسة الجمهوريّة، ما أدّى إلى ظروف صعبة في عمليّات تأليف الحكومات وإعادة تكوين المؤسّسات الدّستوريّة في ​لبنان​".

وأكّد أنّ "الأمل كبير الآن بعد انتخاب رئيس الجمهوريّة، واختيار المجلس النّيابي لنواف سلام رئيسًا للحكومة، ونجاحه في تأليف هذه الحكومة الّتي نتمنّى لها كلّ التّوفيق. هذه الخطوة هي للعودة إلى الأصول لممارسة العمل السّياسي في لبنان بعد فترات عجاف مرّ بها، والمخالفات الكبرى الّتي كانت تُرتكب ضدّ الدّستور، وما يمليه علينا ​اتفاق الطائف​ الّذي ارتضاه اللّبنانيّون من أجل إنهاء الحرب؛ ويختصر كلّ ما له علاقة بالميثاق الوطني والعيش المشترك بين اللّبنانيّين".

وركّز السّنيورة على أنّ "هذه مناسبة من أجل تجديد التّأكيد على أهميّة احترام الدّستور والعودة إلى حسن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف، الّذي يضع الطّريق واضحة للعودة إلى مبدأ فصل السّلطات القضائيّة والتّشريعيّة والتّنفيذيّة، وتعاونها وتوازنها حتّى لا تطغى سلطة على أخرى".

وأشار إلى أنّ "خلال هذه الفترة، يجب معالجة الكثير من القضايا الّتي تهمّ اللّبنانيّين الّذين عانوا على مدى سنوات بسبب المصائب الّتي ضربت لبنان، وليس هناك من أمر صعب إذا توفّرت الرّؤية والإرادة الصّحيحة والقيادة والشّجاعة. وكما قال الرّئيس عون بالأمس، ليس هناك من دولة تفلس بل إدارة مفلسة تفتقر إلى كلّ هذه العناصر، بحيث لا يمكنها بعدها القيام بواجبها".

كما أعرب عن اعتقاده أنّ "أمامنا فترة صعبة يجب فيها أن يُصار إلى ملاقاة حقيقيّة لتوقّعات اللّبنانيّين، وتحديد الأولويّة، ومعالجة الكثير من المشكلات، بالتّعاون بين اللّبنانيّين والسّلطات الدّستوريّة، وبالعودة إلى بناء علاقاتنا الصّحيّة مع أشقّائنا العرب والمجتمع الدّولي".

وأوضح السّنيورة أنّ "هذا يقتضي بدايةً التّأكيد على انسحاب إسرائيل الكامل في 18 شباط الحالي، وأن يكون هذا الموقف شاملًا لجميع اللّبنانيّين، والتّطبيق الصّحيح والحقيقي والصّادق للقرار 1701، بما فيه التّفاهمات الّتي تمّت الموافقة عليها والمفاوضة عليها من قبل رئيس مجلس النّواب نبيه بري وأقرّتها الحكومة"، مؤكّدًا أنّ "علينا أن نقوم بواجبنا وأن نستعيد صدقيّتنا لدى العالم. من هنا، تبدأ إمكانيّة معالجة المسائل الّتي نحتاج فيها إلى دعم أشقائنا العرب وأصدقائنا لتخطّي المشاكل".

وشدّد على أنّه "ليس من مستحيل طالما هناك إرادة، وهذا ينطبق على كلّ المشكلات الّتي نمرّ بها، ومنها تلك المستجدّة الآن في ما يتعلّق بالطّروحات المستهجنة الّتي نسمعها من قبل القادة الإسرائيليّين والرّئيس الأميركي، وكلّها تختزن مخاطر على المنطقة العربية ولبنان"، مبيّنًا أنّ "هذا الأمر يقتضي منّا، إلى جانب أشقائنا العرب، اتخاذ موقف رافض لكلّ هذه الطّروحات يؤكّد على حقّ الفلسطينيّين في أن يكون لهم وطنهم ودولتهم المستقلّة والسيّدة والحرّة".