وُلدت الحكومة، هنيئًا للبنان، وُلدت الحكومة، هنيئًا لأعضائها، وُلدت الحكومة، فنسأل الله أن يُسدّد خطاها، وأن تُحقق ما عجزت عنه سابقاتها، لا بالأقوال إنما بالأفعال، لا بالشعارات الطنانة إنما بالإنجازات المثمرة.

بكل الاحترام والتقدير، أحيّي جميع الوزراء، وأخصّ بالتحية نائب رئيس مجلس الوزراء، طارق متري.

لمستُ عن كثب عند متري، من خلال عمله الاكاديمي، رؤيته الواضحة لمنح الشباب اللبناني فرصة البقاء في وطنهم، والإسهام في بنائه، بدل أن يكون طموحهم مرهونًا بالهجرة.

لكل وزيرٍ خصوصيّته، وتاريخه، وإنجازاته، لكن لا يسعني إلا أن أتوجه بتحية خاصة إلى معالي وزير الأشغال العامة، فايز رسامني.

لن أحرج تواضعه بفيض الثناء، ولكن شهادة الحق تفرض نفسها؛ فهو يتمتع برصيدٍ وافرٍ من العلم والمعرفة والثقافة، ويتحلّى بأخلاقٍ حميدةٍ وتواضعٍ أصيل.

وبهذه المناسبة، نبارك لأنفسنا تعيين فايز رسامني وزيرًا للأشغال العامة والنقل.

رجلٌ عصاميٌّ من بيتٍ عريق، جمع بين الريادة والتواضع، وبين الحزم والرؤية الثاقبة. فايز رسامني ليس مجرد اسمٍ في الحكومة، بل هو قائدٌ أثبت جدارته في عالم الأعمال، وصاحبُ سجلٍّ حافلٍ بالنجاحات. ابنُ عائلةٍ توحيدية عريقة نشأت على قيم الانفتاح، ورفض التعصب، وتميّزت بكرم النفس والأخلاق. والوزير الجديد، شأنه شأن أسرته، صادقٌ، متواضعٌ، شجاعٌ، خلوقٌ، معطاء، كثير الإحسان في الخفاء.

وإنني على ثقةٍ بأن فايز رسامني، وهو يتقلّد مسؤوليةً وطنيةً، سيبقى على ما عُرف به من استقامةٍ ومناقبيةٍ وأخلاقٍ حميدة وتواضع صادق.

نأمل أن يكون جميع الوزراء على هذا النهج، ليليقوا بلبنان، بلد الأرز والقدّيسين، بلد الثقافة والعلم والانفتاح. فهل تكون "حكومة الإصلاح والإنقاذ" بالفعل بوابة الخلاص، كما بشّر بها رئيسها، نواف سلام؟

نصلّي أن ينجح الوزراء في ترجمة خبراتهم الخاصة إلى إنجازاتٍ في الشأن العام، فهم يدخلون إلى دولةٍ أنهكها الفساد حتى النخاع، وتراكمت أزماتها حتى أوشكت أن تغرق.

كلّنا أمل أن تنجح هذه الحكومة في إعادة الثقة بين المواطن ودولته، بين المودع ومصرفه، دون انحياز لحزب المصارف، بين القضاء والشعب، بين لبنان وأشقائه العرب والمجتمع الدولي. نرجو أن يعود جواز السفر اللبناني إلى مكانته بين الأمم، وأن تبسط الدولة سيادتها على كامل أراضيها، وتضع حدًا للتفلت الأمني، فلا يبقى أيّ شبر خارج سلطتها.

يا دولة الرئيس، يا أصحاب المعالي، تذكروا بأن المنصب تكليف وليس تشريف، "مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا" (متى 20: 26). لبنان أمانةٌ بين أيديكم، فلا تخذلوه، ولا تخذلوا من علقوا عليكم آمالهم. التاريخ لن يرحم المتخاذلين، والوطن بحاجة إلى رجالٍ يرفعونه، لا إلى من يثقلون كاهله بمزيدٍ من الخيبات.