أشار نقيب محرّري الصّحافة اللّبنانيّة ​جوزف القصيفي​، خلال زيارته ووفد نقابة المحرّرين رئيس الجمهوريّة ​جوزاف عون​ في قصر بعبدا، إلى أنّ "زيارتنا اليوم لكم ليست للتّهنئة بانتخابكم فحسب، بل للتّمنّي بأن يوفقّكم الله ويسّدد خطاكم في قيادة سفينة ​لبنان​ إلى مرسى الأمان، ويعينكم على الحمل الثّقيل الّذي ورثتموه، وهو محصّلة تراكمات تتالت عليه منذ عقود من السّنوات، جعلت الدّولة شليلة، مغلولة اليدين، تنوء بكّم هائلٍ من المشكلات الّتي زادتها التّطوّرات المتسارعة في الدّاخل والخارج تعقيدًا، وتداخل فيها الكثير من العوائق فباتت المسؤوليّة عبئًا، والحكم مغامرة، وعهدنا بكم أنّكم لا تخشون خوضها".

ولفت إلى أنّ "لبنان الّذي تعرّض لأقسى حرب من عدو غاشم، ظالم لا يقيم وزنًا للقوانين الدّوليّة والمعايير الإنسانيّة: يقتل، يهدم، يجعل المدن والقرى والبنى التّحتيّة والمنازل والمؤسّسات أثرًا بعد عين، يسرح ويمرح على مرأى من مجتمع دولي يقف متفرّجًا لئلّا نقول متواطئًا، ينتظر استعادة السّيادة على أرضه واسترداد الكرامة الوطنيّة الّتي تثلمها انتهاكاته المتمادية، الّتي حملت الشّعب اللّبناني في الجنوب على دخول بلداته عنوةً بالقبضة المرفوعة والصّدر العاري، باحتضان رسمي ومؤازرة من الجيش بإمكاناته المحدودة الّتي نتمنّى ألّا تظل كذلك، بل نرجو أن تتعزّز بالعديد والعتاد ليصبح قوّةً رادعةً في مواجهة إسرائيل؛ بما تمثّله من طغيان وغطرسة وامتهان لحقوق الإنسان".

واعتبر القصيفي أنّ "غدًا يوم الامتحان الكبير لمدى احترامها القرارات والمواثيق الأمميّة والدّوليّة، فتجلو عن بلادنا بلا رجعة ولا أسف، بعد كل ما أوقعت فيه واعملت"، متسائلًا: "ماذا إذا تملّصت وأخلّت بما تعهّدت به؟". وتوجّه إلى الرّئيس عون، قائلًا: "نتطلّع إليكم أن تعطوا شارة الانطلاق لبدء ورشة إنقاذ وإعمار تعيد للدّولة اعتبارها، وللمؤسّسات دورها على كل الصّعد، لكي تكون فعلًا دولة الحق والقانون الّتي تعدل بين أبنائها، وتوفّر العدالة الاجتماعيّة لكلّ المواطنين، وترشّق الإدارة بتحريرها من التّرهل والرّوتين؛ وتضمن استقلاليّة القضاء ليقوم بدوره الرّئيس في فرض سلطة القانون من دون استنسابيّة وانحياز".

وأكّد أنّه "لا يُلام المواطن الّذي ابتُلِعت ودائعه في بطون المصارف على صراخه وثورته، وقد أصبح مصيرها معلّقًا بكرة المسؤوليّة الّتي تتقاذفها الدّولة مع ​مصرف لبنان​، فيما لا تزال بحسب القيود مجهولة الإقامة والمصير. أمّا في ما يتعلّق بالحرّيّات العامّة، ولاسيّما حرّيّة الصّحافة والإعلام، فقد لفتتنا إشارتكم إلى احترامها والتّمسّك بها في خطاب القسم الجامع، الّذي طرحتم فيه عناوين كبيرة نتعهّد بالوقوف إلى جانبكم لتحقيقها ووضعها موضع التّنفيذ".

كما أعرب عن أمله في أن "يُقرَّ في عهدكم مشروع قانون الإعلام الّذي يُبحث في ​لجنة الإدارة والعدل​ بالمجلس النّيابي، ليكون من بين الإنجازات الّتي نفاخر بها، ونريد للقانون المنتظر أن يكون عصريًّا شفّافًا، وجسر عبور إلى صناعة إعلاميّة وطنيّة تعيد الرّوح إلى هذا القطاع المتصدّع؛ فينعم لبنان واللّبنانيّون بإعلام وطني له الدّور المتقدّم في عمليّة البناء".

وشدّد القصيفي على "أنّنا لا ننتهي إذا أردنا تعداد ما يحتاجه لبنان، لكنّنا لا نفقد الأمل بوجودكم على رأس الدّولة، لأنّكم من أهل العزم، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم"، معلنًا أنّ "يدنا ممدودة لكي نقدّم العوَن ما وسعت طاقاتنا وقدراتنا، فأنتم تنقادون بعد الله إلى صوت الضّمير الوطني، وتقودون النّاس إليه: فارسًا لبنانيًّا جمعتم إلى الرّأي شجاعة الشّجعان، ومعكم سيبلغ وطننا من العلياء خير مكان".

من جهة أخرى، هنّأ الرّئيس عون منتخب لبنان للنّاشئات، بفوزه بلقب بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم، الّتي استضافها الاتحاد السعودي في مدينة الدمّام: وقال في تصريح: "مبروك لكم وللبنان هذا الفوز المشرّف، أنتم فخر الوطن ومستقبله الواعد، بمثابرتكم وعزيمتكم ترفعون اسم لبنان عاليًا، وإلى مزيد من التّألّق والنّجاح".