أظهر رئيس الحكومة الأسبق ​سعد الحريري​ أنّه الممثّل الأساسي للسُنّة في ​لبنان​، كما أوحى التّجمّع الّذي ضمّ مؤيّديه في ساحة الشّهداء، لإحياء ذكرى اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري منذ أيّام. كما أنّ الحريري ينال تعاطفًا لبنانيًّا عابرًا للمناطق والطّوائف، عزّزه مضمون الكلمة الّتي ألقاها، وقد جاءت جامعةً وبأبعاد وطنيّة واضحة.

وأشار مطّلعون لـ"النشرة"، إلى أنّ اللّقاءات الّتي يجريها الحريري في بيت الوسط بحضور عمّته النّائبة السّابقة ​بهية الحريري​، تبيّن أنّ محطّة "الشّيخ سعد" حاليًّا، تختلف هذا العام عن العامَين الماضيين، منذ جمّد وتيّاره "المستقبل" نشاطه السّياسي، بما يؤكّد أنّ "الفيتو" الّذي كان يقيّد حراك الحريري السّياسي، في حال استمر، لا ينطبق على "العمّة"، الّتي بمقدورها ترؤس لائحة "المستقبل" في الانتخابات النّيابيّة؛ والإشراف على إعادة تحريك العمل السّياسي للتيّار الأزرق.

وبحسب المطّلعين، فإنّ مؤشّرات عدّة تقود إلى هذا الاستنتاج:

- أوّلًا، لم يستطع أيُ فريق أو قيادي سياسي في السّاحة السُّنيّة أن يملأ فراغ غياب الحريري عن الشّأن العام.

- ثانيًا، أثبتت كلّ من الحريري "العمّة"، ونجلها الأمين العام لتيّار "المستقبل" أحمد الحريري، أنّهما قادران على تحشيد الجماهير خلف "الشّيخ سعد"، بينما فشل شقيقه بهاء في فرض أي معادلة سياسيّة لا داخل عائلة الحريري ولا على صعيد الشّارع السنّي، ولا الوطني.

- ثالثًا، لا يمكن لأي عاصمة عربيّة أن تتجاوز الحالة الحريريّة سنّيًّا، خصوصًا بعد فشل الرّهانات على شخصيّات أخرى.

- رابعًا، أظهر تزاحم الزّيارات إلى بيت الوسط أنّ الكتل السّياسيّة في لبنان، لا تزال ترى الحريري هو الزّعيم السنّي الأوّل، رغم غيابه وتجميده العمل السّياسي.

كلّ ذلك يقود إلى أنّ قيادة الشّارع السُنّي لا تزال عند الحريري، سواء كان بشخصه، أو عمّته.

وفي الحالتين، ستجد الشّخصيّات الأخرى الّتي ابتعدت عن آل الحريري، تحديدًا رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة والنّائب أشرف ريفي، أنّها ستكون خارج المعادلة السّياسيّة، في حال قرّر "المستقبل" معزّزًا بدعم عربي من السّعوديّة أو الإمارات، ان يخوض غمار الانتخابات المقبلة.

وهنا يؤكّد المطّلعون أنّ القرار مهّد له الحريري في خطابه الأخير، بانتظار الإعلان رسميًّا عن ذلك في الأشهر المقبلة.