جال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله في بلدتي مارون الراس ويارون الحدوديتين، وتفقّد وحدات الجيش المنتشرة عليها، وقال: "نحن أمام مشهدين، مشهد العزة والكرامة تفوح من دم الشهداء ومن الموقف المشرف لعوائلهم ولأهل هذه الأرض، والمشهد الآخر هو الجريمة ضد الانسانية التي ارتكبها العدو ضد الحياة المدنية، وهو ما يعكس حقيقته وصورته الوحشية".
وأضاف: "اليوم هو يوم للمقاومة والوطن وللبنان، وصحيح أننا نرى كل هذا الدمار، خصوصا في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، لكن هذا كله لا يمكن أن يهز إرادة أبناء الجنوب وأبناء المقاومة الذين عندما رأيناهم في ساعات الصباح وهم يتقدمون بشوق ولهفة وحنين، فاجأوا من جديد العالم ولم نفاجئ بهم، وبالتالي هذا يومهم للتحرير وكل يوم للتحرير هو يوم للعز والكرامة والوطنية".
وأوضح "أننا بدأنا مباشرة ورشة عمل وإن كان مطلبنا الان من كل مؤسسات الدولة أن تستنفر أجهزتها ووزاراتها، خصوصا الخدماتية التي على وزرائها اعطاء اولوية لهذه المنطقة والبدء الفوري بورشة البنى التحتية للمساعدة على تأمين العودة السريعة للأهالي، ولدينا الآن حكومة كاملة الصلاحيات عليها اعلان حالة طوارئ من أجل هذه المنطقة لأنها مسؤولية وطنية كبيرة تجاه شعبها، فضلا عن العمل وبذل الجهد لإخراج الاحتلال وطرده من التلال التي ما زال يحتلها، فالناس دائما تسبق الدولة والمؤسسات الرسمية. وما نراه اليوم من مبادرات وأعمال من فتح الطرقات وإزالة الركام وانتشال الشهداء هو للمجتمع الأهلي".
وطالب فضل الله بـ"ورشة وطنية كبيرة في هذه المنطقة، لأننا نريد إعمارها وهذه مسؤولية تشاركية. نحن نتحمل جزءا من المسؤولية ولكن على الدولة مسؤولية أساسية، فنحن نتحمل المسؤولية كجهة كما يرى الجميع ونتحمل المسؤولية على مستوى العمل البلدي والهيئات الصحية، ومن هنا نوجه التحية لرجال الهيئة الصحية الإسلامية في الدفاع المدني ولرجال جمعية الرسالة للإسعاف الصحي ولرجال الدفاع المدني، ولكل الهيئات الإنسانية الذين رأيناهم في سياراتهم ومستوصفاتهم النقالة يتقدمون من أجل مساعدة الأهالي في إما البحث عن الشهداء أو العودة إلى تفقد هذه البيوت والمناطق".
ورأى أن "المسؤولية الوطنية اليوم كبيرة على الحكومة ونظن أن هذه المنطقة تستحق أن يبادر كل من في الدولة للمجيء إلى هنا ليرى الشعب والحدود هنا وليبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها"، واعتبر ان "أي جندي إسرائيلي على أرضنا هو محتل ويجب طرده، وعلى الحكومة اتخاذ قرار وطني تاريخي بالتصدي للاحتلال وطرده بأي وسيلة ممكنة، بما في ذلك إصدار الأوامر للجيش بالتحرك وكل الشعب سيكون معه والمقاومة تعرف مسوؤلياتها، لكن اليوم مسؤولية الدولة في تطبيق شعاراتها وبسط سلطتها هنا في الجنوب حتى الحدود".
وتابع: "رأينا اليوم الجيش الوطني كيف يسهل للناس وكم هو حريص عليهم. ونقول لأهلنا عندما تأتون سيرا على الأقدام والجيش يتخذ بعض الاجراءات، فهذا بسبب الحفاظ على أمنكم وعلينا أن نتعاون معه وندعو إلى أفضل تعاون معه، فهؤلاء الجنود والضباط هم من أبنائنا وقلبهم على بلدهم، ورأينا نظرتهم لأهلهم وكيف يعملون تجاههم بحرارة، فهذا هو الجيش الوطني الذي كنا دائما ننادي به ونريده، والآن يمكن له أن يبسط سلطته بعدما استطاعت المقاومة بصمودها وثباتها وتضحياتها أن تحرر هذه الأرض وبعدما حرر الأهالي أرضهم".
ولفت فضل الله إلى أنّه "مرة جديدة من يارون ومارون ومن الحدود ومن بين رائحة دماء الشهداء الزكية، التحية لروح شهيدنا الأسمى إلى حبيبنا وقائدنا وسيدنا السيد حسن نصر الله، ونقول لسيدنا، إن غبت في جسدك فإن روحك وأنفاسك موجودة هنا بيننا، والعنفوان والكرامة التي زرعتهما موجودة والتحية لروح من تعلق بهذا الجنوب وأحبه".