عاد "شبح" التوطين ليطلّ برأسه من جديد، بعد الكلام الاخير للرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول نيته شراء قطاع غزّة والرغبة بترحيل الفلسطينيين إلى مصر والأردن. وفي ظلّ معارضة البلدين وتغيّر موازين القوى في الشرق الأوسط لصالح الأميركيين، بعد الحرب على لبنان وسقوط النظام السوري، يبقى الأساس إلى أين يتجه هذا المشروع؟.
"لا شكّ أن كثر يتخوفون من أن يكون "الدخان" هو مصر والأردن، ولكن المشروع الحقيقي أبعد من ذلك، أي لبنان وسوريا". وتخشى مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن يكون التصويب اليوم على مصر والأردن، ولكن التنفيذ في مكان آخر حيث الخوف على سوريا ولبنان، وترى أنه "يجب ترقّب كيف ستنتهي المفاوضات بين الأميركيين والإيرانيين لمعرفة ما سيحصل في كل الملفات".
في هذا السياق، تلفت استاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية ليلى نقولا، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "عدد الفلسطينيين الذين سيوزعون على الدول يبلغ حوالي المليون و800 الف، ومن الصعب وضع هؤلاء أو جزء منهم في سيناء على الحدود الفلسطينية المصرية"، وتشير إلى أن "الخاصرة الأضعف اليوم هي سوريا ولبنان، الذي هو بحاجة إلى اعادة اعمار، حيث الخوف هو أن يكون توطين الفلسطينيين مقابل الاعمار".
وتعود المصادر لتعبّر عن تخوفها من المشروع الأميركي، و"هنا يجب أن نرى إذا كان شبيها بسايكس بيكو جديد! ومواجهته تحتاج إلى خطوات عملية وتختلف عن مشاريع الإدانة السابقة"، وتعتبر أن "الأمور معقّدة جداً وهي بحاجة إلى موقف عربي موحّد وجدّي، وهو غير موجود حتّى اللحظة". بدورها، تعتبر نقولا أن "ما يمكن أن يمنع تنفيذ مشروع توطين الفلسطينيين في أماكن خارج بلادهم هو رفضهم لذلك"، وتشير إلى أن "الإسرائيلي كان يريد أن يقيم منطقة عازلة بشمال غزة ليبعد الفلسطينيين عن غلاف غزّة ولم ينجح بذلك".
وترى نقولا أن "المخطط الأميركي الأساسي يقضي بعدم وضع كتلة فلسطينية واحدة في مكان واحد، من هنا قد يتم توزيعهم على مصر والأردن وسوريا ولبنان"، مشيرة إلى "وجود فريقين يسيطران في سوريا، الأول هم الاكراد ومعهم قسد حليفة الأميركيين، والثاني هو الحاكم في سوريا اليوم، الذي يريد رضا الأميركيين ولديه علاقات جيدة جدا مع اسرائيل، اضافة إلى أن الأخيرة احتلت مناطق في سوريا". هنا ترى المصادر من جديد أنه "كلما تأخرت المواجهة أصبحت الفجوة أكبر"، ولا تستبعد ربط مشروع ترامب بتهديم وتفجير القرى في الجنوب، حيث "لا يمكن التكهّن بما يحصل، ولكن قد يكون هناك خريطة جيوسياسية جديدة، يرجّح أن يكون الفلسطيني والسوري جزءًا منها".
إذا، وبإنتظار إنتهاء المفاوضات بين الأميركيين والإيرانيين سيبقى الكباش السياسي قائماً، وبعد أن تنتهي ستتوضح معالم المنطقة بشكل كامل، وما سيحصل بالموضوع الفلسطيني ومشروع التوطين.