أشار السناتور في الكونغرس الأميركي داريل عيسى، بعد لقائه الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا، إلى أنّه "كان لقاء ممتازاً مع الرئيس عون، وهو شخص وثقت به الولايات المتحدة الأميركية كقائد للجيش لمدة ثماني سنوات، وكنا مسرورين بانتخابه رئيساً، ولكن الأهم هو انه أجرينا محادثات حول التحديات التي تواجه لبنان، ورؤية رئيس الجمهورية على المدى القصير والمتوسط والطويل لعودة هذا البلد العظيم الى الموقع الذي غاب عنه لسنوات طويلة. ومع امكان منح الحكومة اللبنانية الثقة يوم الثلاثاء المقبل، تحدثنا ايضاً عن طبيعة لبنان الفريدة التي تفرض وجود رئيس جمهورية ورئيس مجلس وزراء مع متطلبات خاصة لكل منهما، كما انه من نافل القول ان الحديث تطرق ايضاً الى التحدي الحالي بالسيطرة على البلد بكامله والالتزام الكامل بالقرار 1701 من قبل كل الجهات، وربما الأهم الاعتراف بأن العالم اجمع ينتظر الفرصة للقيام باستثمارات في لبنان يستفيد منها لاعادة الازدهار اليه".

وقال: "استشرنا الرئيس عون حول ملاحظاته عن بعض التحديات في المنطقة، بما فيها الفرصة لتحسين العلاقة مع سوريا ووقف تهريب المخدرات وتحديات أخرى تمت المعاناة منها خلال الحرب الاهلية لسنوات طويلة في سوريا، ومناطق أخرى في الشرق الأوسط. لقد اتيت مع اثنين مع زملائي، والسيناتور James Baird هو جندي سابق وكان معي خلال انتقالي من مصر الى غزة وإسرائيل والأردن واليوم الى لبنان. وفي كل مكان كان التفاؤل حول ما يمكن أن يحصل، وسيحصل في لبنان، يأخذ حيزاً كبيراً من النقاشات".

وعن بقاء إسرائيل في 5 نقاط داخل لبنان، أشار داريل إلى أنّ "القرار الدولي 1701 قديم، واخذ سنوات ليصل الى ما هو عليه اليوم. ولكن في اقل من 60 يوماً شاهدنا تعاوناً شبه كامل من الجانبين اللبناني والإسرائيلي. فقد انسحبت القوات الإسرائيلية من معظم الأراضي اللبنانية ما عدا 5 أماكن، والجيش اللبناني عزز سيطرته على الأراضي اللبنانية. ولكن ما لم يحصل بعد، وما بحثته مع الرئيس عون وقادة آخرين هذا الأسبوع، هو تدمير المخازن الكبيرة للأسلحة، فكل يوم هناك انفجارات جراء تدمير أسلحة واكتشاف انفاق جديدة مليئة بالأسلحة، لذلك سيكون هناك وقت انتقالي أطول للتخلص من هذه منها. ولكن، يفهم الجانبان ان التطبيق الكامل للقرار 1701 سيحصل، وهذا يتضمن العودة الإسرائيلية الى الحدود المتعارف عليها تاريخياً، وكلا الجانبين يعيش من دون خوف ان يتخطى أي منهما الحدود مع أسلحة".

وعن نية واشنطن فرض عقوبات على أحزاب وسياسيين اذا لم يتعاونوا في تجريد حزب الله من سلاحه، أجاب السيناتور الأميركي أنّ "حزب الله كان على لائحتنا منذ وقت طويل، وقد سبق وفرضنا عقوبات عديدة. التوقعات هي اننا سنعمل مع الحكومة الموثوق بها في لبنان، أي مع رئيس الحكومة نواف سلام بعد ان يتم منح الثقة لحكومته، وبطبيعة الحال مع رئيس الجمهورية. وطالما ان التعاون هو مع الحكومة الشرعية للبنان، فلا حاجة للعقوبات، لا بل ان احد التحديات يكمن في رفع بعض عقوبات تم فرضها في السابق واعاقت المساعدة على توفيرالكهرباء للبنان 24 ساعة في اليوم، وغيرها. لذلك، نتوقع حصول العكس، أي رفع بعض العقوبات، ولكننا نتوقع أيضًا ان يعترف اللبنانيون ان العالم يرى اليوم حكومة واحدة، واذا لم يتعاونوا مع هذه الحكومة، فسيقف العالم خلف الحكومة وليس خلف من يعاكسها".

إلى ذلك، أوضح أن "الدعم للجيش اللبناني يحظى بتأييد واسع من البنتاغون ووزارة الخارجية والسياسيين من الحزبين، كما ان الرئيس الحالي العائد الى السلطة يعلم أهمية هذا الجيش، كما كل جيران لبنان في الشرق والغرب والشمال والجنوب. ونتوقع ان تتابع المساعدات الى الجيش بما فيها التدريبات الإضافية وتأمين التجهيزات اللازمة. وعندما كنت في الاردن، كنا نبحث عن فرص في هذا المجال، واعتقد انه ستأتي تجهيزات من هناك، إضافة الى المساعدات من اميركا. ولا شك اننا نعلم المهمة الكبيرة الملقاة على عاتق لجيش لجهة فرض السيادة على كامل الأراضي اللبنانية في الداخل والخارج، من مكافحة تجارة المخدرات الى تبييض الأموال والمهامات في الجنوب".

وقال: "اما في ما يتعلق بالتطبيق الكامل للقرار 1701، فإن الجانبين يعملان بجهد للتخلص من الأسلحة المتبقية نتيجة عقود من الحروب، وذلك سيأخذ وقتاً ويجب ان نفسح المجال لبعض الوقت للجانبين. وكما بات معلوماً، فلم يكن هناك تبادل للنيران بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني، ولا اشتباكات جدية مع الميليشيات السابقة لان الجيش اللبناني كسب الاحترام ونتوقع استكمال هذا الامر. ولكن التطبيق الكامل للقرار 1701 يخضع لشروط الأمم المتحدة والولايات المتحدة وسنحمّل الجهات كافة مسؤولية تطبيق القرار، انما هذا الامر يوجب بعض الوقت للتخلص من مخلفات الحرب".