انطلق شهر رمضان في مدينة النبطية وسط أقواس الزينة والهلال والفوانيس، والذي يتخلله مدفع الإفطار والمسحراتي، وهما عادتان تقليديتان تتميز فيهما المدينة منذ أكثر من 100 عام، باشراف ومواكبة من إمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق.

في المقابل، لشهر رمضان البعد الاقتصادي، ففيه ترتفع أسعار المواد الرمضانية وخصوصاً تلك التي تدخل في الطبق اليومي الرمضاني للافطار، حيث ارتفعت اسعار الخضار بنسبة أربعين بالمئة عما كانت قبل بداية الشهر، ما يعزوه التجار إلى شراء بضائعهم من بيروت وطرابلس، لأن المزارعين في الجنوب لم يستطيعوا الزراعة، في ظل الحرب الإسرائيلية على الجنوب.

في هذا السياق، تحدث رئيس الجمعية التنظيمية لتجار النبطية والجوار محمد جابر عن إفتتاح فعاليات رمضان النبطية 2025 تحت شعار "بالنبطية سلتك بالخير مليانة"، مشيراً إلى أن "هذه الفعاليات هي فرصة لتعزيز روح التعاون والتضامن بين أبناء المجتمع"، لافتاً إلى أننا "نسعى من خلالها إلى إعادة تنشيط الحركة الاقتصادية في المدينة بعد العدوان الإسرائيلي".

ورأى جابر أن "على الدولة دعم ومساعدة التجار، الذين تضررت مؤسساتهم بالعدوان، ليعودوا وينهضوا بين الإنقضاض والركام"، مشيراً إلى أننا "رفعنا في المدينة فانوساً هو الأكبر في لبنان يدخل ضمن مجموعة غينس، وهو اليوم محل مراقبة زوار المدينة ليلاً ونهاراً".

من جانبه، أعلن رئيس مصلحة الاقتصاد والتجارة في محافظة النبطية محمد بيطار أننا "نقوم بتكليف مراقبي وزارة الاقتصاد ومصلحة حماية المستهلك في محافظة النبطية، بمهام المراقبة والكشف على جميع المؤسسات التجارية والغذائية والمطاعم والافران ومحطات تكرير وبيع المياه ومعامل الالبان والاجبان واللحوم والخضار ومحطات المحروقات والمولدات الكهربائية في كافة بلدات وقرى المحافظة، المتاح لنا الوصول اليها بسبب الاعتداءات الإسرائيليّة على بلدات الحافة الأمامية والصف الثاني في النبطية، وبالرغم من تواضع الإمكانات وقلّة العديد والقلق الذي نعيشه في منطقتنا".

ويشدد بيطار على أننا "سنبقى دائماً إلى جانب المواطن مستمرين بأداء المهام وتلبية الواجب، خصوصاً في شهر رمضان، وأهم ما نفتش عليه النظافة والالتزام بنسب الأرباح، ومن لا يلتزم نحرر محاضر ضبط بحقه"، لافتاً إلى أننا "مع حلول شهر رمضان قمنا بتكثيف جولاتنا التفتيشية على المحال والمؤسسات، خاصة محلات الخضار والفاكهة واللحوم والدواجن والاجبان والالبان والحلويات والعصائر الرمضانية"، مؤكداً أننا "حذرنا وانذرنا مسبقاً أصحاب تلك المحال، بضرورة الالتزام بالقوانين، وأهمها اعلان الأسعار والنظافة والجودة وحيازة الفواتير وعدم تخطي نسب الأرباح".

بينما طالب رئيس تجار الخضار والفاكهة في محافظة النبطية جهاد الدقدوق الدولة بـ"التعويض عن خسائرنا لأننا أصبحنا من ذوي الدخل المحدود وغير قادرين على بناء وترميم مؤسساتنا التجارية التي تحتاج إلى مبالغ مرتفعة"، مشيراً إلى أن "على وزارة الاقتصاد والتجارة أن تحصي المؤسسات التجارية المدمّرة والمتضرّرة بالعدوان في محافظة النبطية".

وحول ارتفاع الأسعار في المدينة، يشير الدقدوق إلى أنها "بسيطة جداً ونحن تمنينا على تجار النقابة الالتزام بنسب الأرباح المحددة من قبل مصلحة الاقتصاد والتجارة في المنطقة"، مشدداً على أننا "نتعاون معها وهم يجولون يومياً على مؤسساتنا ولا يلمسون أي أخطاء ويهمنا مصلحة التاجر والمواطن وهي العليا"، قائلاً: "نستورد البضاعة من بيروت وطرابلس، لأن المزارع الجنوبي لم يتمكن من زراعة المواسم هذه السنة، بسبب العدوان الإسرائيلي".

بدوره، يشدد رئيس اتحاد جبل عامل لنقابات العمال والمزارعين في الجنوب علي بشارة على أن "الدولة ووزارة الزراعة تعلم جيداً أن مزارعي الجنوب خسروا هذا العام محاصيلهم الزراعية، اما بسبب الاعتداء واما لعدم تمكنهم من الزراعة".

ويوضح أن "العدوان الإسرائيلي دفع بتجار الجنوب والنبطية للاستيراد من خارج المنطقة"، لافتاً إلى أن "كل ذلك يقع على عاتق كاهل المواطن، ومن هنا ندعو الحكومة للتعويض على المزارعين لخسارتهم محاصيلهم الزراعية، وكذلك تعويض خسارة العمال والتجار، لأن الثمن كبير ولا يستطع الفرد أن يقوم بهذه الأعباء بمفرده".