رأى وزير المالية ياسين جابر " اننا في حكومة الإنقاذ والإصلاح عقدنا العزم أن نعمل بروحية وطنية جامعة بناءة تعيد إعمار ما هدمته الحرب، مسخّرين الإمكانات والإرادات الطيبة والصدق والإصلاح والشفافية لتأمين مستلزماته ولنبسلم نزيفا وجرحا اصاب اكثر من منطقة ولنقوم بالإصلاحات المطلوبة، فالقوانين جاهزة لها، والعمل على مراسيمها التطبيقية وهيكلة قطاعاتها الأساسية، ولا سيما القطاع المصرفي وحفظ حقوق المودعين وتحريرها الهم الشاغل والالتزام الذي قطعته الحكومة على نفسها، وان استقرار الأوضاع السياسية التي تمثلت في انتظام عمل المؤسسات الدستورية بعد شغور تجاوز السنتين ونيف، بانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة نالت ثقة نيابية وازنة...كل ذلك إلى ما تضمنه البيان الوزاري من خطط اقتصادية ومالية ونقدية، تؤشر إلى أن مسيرة الاستقرار قد وُضعت على سكة قطار الإقلاع" .
ولفت جابر خلال رعايته حفل اطلاق فاعليات المهرجان الرمضاني للتسوق في مدينة النبطية والذي اقيم في قاعة مركز كامل يوسف جابر الثقافي في النبطية، الى انه "من أوائل فخري مهما علت المراكز التي أشغلها أن أكون بين أهلي وفي المدينة التي منحتني شرف الانتماء إليها، وشرف أن أكون واحداً من أبنائها، نبطية العطاء والصمود والابتكار والثقافة والتفاني في الخدمة العامة. النبطية وما تعرضت له من غزوات واعتداءات على مر الزمن، يُشهد لها انها ظلت واقفة، ولم تستسلم، تبادر ولا تحجم، تسبق الدولة بمجتمعها المدني وقطاعها الخاص بإعادة ما تهدم ومسح دمعة من فقد عزيزاً، وتبلسم جرحاً أصاب صامداً أبى إلاّ الثبات والتجذر أكثر، صانعاً تاريخاً ناصعاً ومكملاً مسيرة الأجداد والآباء، وراسماً خطاً لمسار تاريخ سيظل يُكتب في المدينة وأبنائها، وكل أبناء الجنوب بحبر لن يجف وبالدم أحياناً كثيرة انها بحق تاريخ في مدينة".
اضاف: "سيشهد الناس للمبادرة الفردية - الجماعية في القطاع الخاص (من دون أن ننسى المجتمع المدني الأهلي) دورهم السبّاق في السعي لرفعة مجتمعنا اللبناني على المستويات كافة، خصوصاً في إعادة بنيان دورة الاقتصاد العامة التي يحتاجها لبنان باعتبارها الجسر الإبداعي والداعم الأساس لمؤسسات الدولة في استقرارها المالي. صحيح أن التعافي يحتاج إلى مناخات سياسية وأمنية آمنة ومستقرة، تحمي الاقتصاد وتحصنه، وتحفّز الاستثمار المحلي، وتجلب الاستثمارات الخارجية ليشكلوا معاً البداية الآمنة للاستقرار المالي والنقدي الذي يدفع بالمجتمع نحو التعافي الحقيقي والازدهار".
وتابع: "لقد تحملتم ما تحملتم من نكبات على مر تاريخ هذه المدينة، لكنها هي المرة الأقسى لناحية الحقد الذي صبه العدوان الإسرائيلي على أسواق المدينة، كما منازل المواطنين ودور العبادة والمعالم الأثرية. لكن إرادتكم على النهوض كانت أكبر من حقد العدوان، فنهضتم من الرماد، من النار إلى النور، فبإرادتكم وبإمكاناتكم الذاتية ثبتم معادلة ان الانتماء والتجذر في أرض الآباء والتضامن والتكافل هم كما المصل في شرايين الحياة. أيها الأحباء، أنتم عصب عودة النبطية إلى ذاتها الصاخبة بحيوية أبنائها وأسواقها ومعالمها، وإذا كنا نستعيد نبض الحياة، فإننا نتطلع إلى أسواق بنت جبيل وميس الجبل وسواها من أسواق الجنوب التي وكلنا ملء التقة أن تنهض أنشط وأكثر حيوية بإرادة أبنائها كل المخلصين. نعم أنتم سبقتم الدولة ولم تنتظروا آلياتها وروتين مؤسساتها ... حتى لم تجمدوا بانتظار المساعدات، فكانت تضحياتكم وعطاءاتكم بلا حدود ولا قيود. أيها الأحباء، في الأمن وفي السياسة، سنستعيد السيادة كاملة لأن إرادتنا وعزيمتنا ثابتتان، ولأن مجتمعاً يحفظ للقيم والأخلاق والكرامة المجتمعية والوطنية قدسيتها، فلا خوف عليه ولا استسلام أمامه، وبالتالي لا انكسار ولا انهزامية أو هزيمة. وحين يكون المجتمع كذلك، فهو بالتأكيد مجتمع أصحاء، مجتمع تدب فيه العافية، يبتكر ويبني، ويخطط، فنكون في خضم ورشة متعافية سليمة تنهض باقتصاد البلاد بأدواره كلها، فيعود لبنان مقصداً تجارياً واستثمارياً وسياحياً لأشقائه العرب بالدرجة الأولى وللسائحين من مختلف انحاء العالم".