كشف تقرير صدر عن أمين المظالم في الجيش الإسرائيلي عن ارتفاع عدد الشكاوى المقدمة من قبل الجنود الإسرائيليين بشأن سوء المعاملة من قبل قادة الجيش وصل إلى حد التهديد بالسلاح، كما يظهر التقرير ارتفاعاً في حالات عصيان المجندات الإسرائيليات للخدمة في نقاط المراقبة على حدود قطاع غزة منذ أحداث السابع من تشرين الاول.

وتحدث التقرير الإسرائيلي عن "اتجاه مقلق" كما وصفته أمين المظالم العميد راشيل تيفيت ويزيل، وفقاً لارتفاع الشكاوى المقدمة من الجنود بشأن تعرضهم للإساءات اللفظية والتهديد بالأسلحة والعنف الجسدي "الصارخ".

واشارت شهادات الجنود إلى تعرض بعضهم للتهديد بالسكاكين والصفع والركل والخنق من قبل بعض قادة الجيش. وتم إرسال هذه الشكاوى إلى الشرطة العسكرية للتحقيق فيها، بينما تم التعامل مع بعضها في المستوى الداخلي في وحدات الجيش واتخاذ الإجراءات اللازمة "لاستعادة ثقة الجنود بجيشهم".

وفي جانب منه، تحدث التقرير عن "الإساءة للصحة العقلية والنفسية للجنود" حيث يعتقد الجنود أن هذا الملف يواجه إهمالاً حكومياً منذ السابع من تشرين الاول عام 2023.

واوضحت ويزيل أسباب تأخر الجهات المختصة في الاستجابة للشكاوى المتراكمة بشأن إهمال صحة الجنود النفسية والعقلية، وذلك نظراً لازدياد الطلب على خدمات الرعاية وعدم توافر المواعيد والمعالجين، وسوء إدارة هذا الملف من قبل القادة.

وبحسب التقارير، فإن التدهور العقلي والنفسي في صحة الجنود لا يعود إلى تداعيات هجوم السابع من تشرين الاول الذي نفذته حماس فحسب، بل يسببه أيضاً سلوك قادة الجيش في التعامل مع المجندين، لا سيما هؤلاء من شهدوا الأحداث وعايشوها، أو ممن شاركو في القتال في قطاع غزة خلال فترة الحرب.

وتناول قسم آخر في التحقيق "الرسائل السياسية" المراد إيصالها من خلال إجراءات تأديبية اتخذت ضد الجنود، وذكرت فيزيل بعد التحقق في هذا القسم من الشكاوى، "على الرغم من أن الإجراءات العقابية اتخذت بالفعل بسبب حوادث تأديبية خطيرة، إلا أن بعض التحقيقات تربط قرارات قادة الوحدات العسكرية بمعاقبة المجندين بـ "آرائهم السياسية"، أو بسبب مشاركتهم في احتجاجات على سياسة الحكومة الإسرائيلية، وانتماء بعضهم إلى منظمات مناهضة للحكومة في بعض الحالات.

وأضافت ويزيل أن الجيش "ينظر بخطورة إلى أي تصريح أو سلوك عنيف من جانب الضباط تجاه مرؤوسيهم، ويتعامل معهم بقسوة". ولم تقتصر الانتهاكات على الجنود الإسرائيليين، بل تحدثت المجندات أيضاً عن نصيبهنّ من الإساءة والتهديد والتمييز داخل أطر الجيش. في حين تظهر التقارير الصادرة عن الجيش ارتفاع عدد المجندات اللاتي يرفضن الخدمة في مضمار المراقبة، لا سيما على تخوم قطاع غزة.

وبحسب التقرير، رفضت مجندات إسرائيليات، دون الكشف عن عددهنّ، التكليف الصادر عن قيادة الجيش بالعمل في المراقبة الميدانية، خوفاً من تكرار سيناريو السابع من تشرين الاول، وفقاً لما أوردته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وبينما أكد مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش يحاول إعادة بناء المنظومة الدفاعية وتأمين الحدود من أجل "أمن المجندات بعد السابع من تشرين الاول"، تلقت قيادة الجيش شكاوى مقدمة من أهالي المجندات.

ويعرب الأهالي في شكاويهم عن قلقهم على بناتهم والخوف عليهن من الخدمة قرب السياج الحدودي مع غزة، في وقت يتم فيه نقل البؤر الاستيطانية إلى مناطق أخرى بعيدة عن الحدود لتأمينها منن الخطر.

وكان للمنجدات نصيب من سوء المعاملة بحسب التقرير، إذ تعرضت مجندات للصفع من قبل قائد إحدى الكتائب في الجيش، بينما تعرضت أخريات لسلوك يندرج في إطار التمييز على أساس الجنس، حيث نصح قائد إحدى الكتائب مجندة في وقت الخدمة بأن "تصبغ شعرها باللون الأشقر نظراً لغبائها بدلاً عن الخدمة في الجيش الإسرائيلي".