تقدّمَ الملفُ الدرزي إلى واجهة الاهتمامات، نتيجة انقسام الموحّدين الدروز في السويداء بين داعم للنظام السوري الجديد الذي يترأسه رئيس المرحلة الانتقالية احمد الشرع من جهة، وبين من يرفض حُكم الإسلاميين ويؤيد الانفصال عن دمشق من جهة ثانية.
لكن التباين لم يقف عند حدود التأييد والرفض، بل تعدّاه إلى حدود طلب دعم اسرائيلي لمنع اي تهديد للموحدين، وجاءت حادثة جرمانا في ريف دمشق، لتؤكد استعداد تل ابيب للتدخل فوراً، دعماً للدروز ومنع تهديدهم من قبل الإسلاميين.
وقالت مصادر مطلعة للنشرة ان التمدد الاسرائيلي داخل طائفة الموحدين الدروز ليس جديداً، بل هو نتيجة دور الشيخ الدرزي موفق طريف الذي يتزعم دروز إسرائيل، ويملك نفوذاً قوياً في تل ابيب، وهو يتواصل منذ سنوات، مع عدد كبير من النافذين في الوسطين السياسي والروحي للموحدين الدروز في كل من لبنان وسوريا، واستطاع ان ينسج علاقات بينه وبين رجال الدين تحديداً، حيث بات يملك تأييداً واضحاً.
واضافت المصادر ان "توسّع نفوذ طريف، قاد إلى مواجهة بينه وبين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، الذي بات قلقاً من توسع شعبية طريف، وهو يسعى إلى اجهاض حراكه الدرزي تجاه المشايخ اولاً".
ومن هنا، يكثّف جنبلاط اتصالاته مع الادارة السورية الجديدة، لانه يعتبر ان المشكلة هي في جبل العرب، لذلك طلب زيارة دمشق مجدداً، ساعياً إلى رأب الصدع بين دمشق والسويداء لسحب اي ذرائع سياسية وروحية وشعبية، يستند اليها طريف لإقناع الدروز السوريين بالانفصال عن دمشق.
كما أنّ جنبلاط أعلن بشكل صريح محاربته محاولات طريف تهديد الزعامة الجنبلاطية في كل من لبنان وسوريا، مما دفع رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهّاب إلى التصدي لجنبلاط والدفاع عن طريف، بقوله انه يمثّل العديد من الموحّدين.
فهل بدأ الانقسام الدرزي يتّخذ أشكال خطيرة، خصوصاً ان خلافات الموحدين كانت تقتصر على تعدد مرجعياتهم، من دون ان تصل إلى حد المواجهة الحالية؟