أعلن المدّعي المسؤول عن التّحقيق في عمليّة الدّهس في مانهايم (Mannheim) في غرب ألمانيا اليوم الإثنين، روميو شوسلر، أنّ "لدينا مؤشّرات ملموسة إلى مرض نفسي يعانيه المنفّذ، ولهذا السّبب يركّز التّحقيق على هذا الجانب"، مستبعدًا وجود دافع سياسي للعمليّة.
من جهته، أشار وزير الدّاخليّة في مقاطعة بادن فورتمبيرغ حيث تقع المدينة، توماس ستروبل، إلى أنّ السّائق قاد "بسرعة عالية جدًّا" في منطقة المشاة في مانهايم، مستخدمًا سيّارته "كسلاح"، موضحًا أنّ "هذا الفعل يأتي في إطار عدّة جرائم وقعت مؤخّرًا استُخدمت فيها سيّارة كسلاح". وأكّد عدم وجود "أي مؤشّر إلى خلفيّة متطرّفة أو دينيّة".
وكان قد قُتل شخصان وأُصيب 11 آخرون بجروح، جرّاء دهس سيّارة عددًا من المارّة في وسط مدينة مانهايم في غرب ألمانيا، وقد أوقفت الشّرطة المشتبه به.
وقال المدعي المسؤول عن التحقيق في عملية الدهس روميو شوسلر "لدينا مؤشرات ملموسة إلى مرض نفسي يعانيه المنفذ، ولهذا السبب يركز التحقيق على هذا الجانب"، مستبعدا وجود دافع سياسي للعملية.
والمشتبه به ألماني يبلغ 40 عاما ويعيش في بلدة لودفيغسهافن بالقرب من مانهايم.
وأطلق منفذ الهجوم النار في فمه من مسدس تحذيري قبل أن تقبض عليه الشرطة عقب مطاردة.
وأصيب بجروح اذ يُعتبر هذا المسدس سلاحا رادعا مصمما للترهيب في حالة وقوع هجوم أو التنبيه في حالة خطر، ويمكن أن يسبب إصابات خطيرة.
ووصفت حالته بالمستقرة، ولم تتمكن الشرطة من استجوابه بعد.
وندد المستشار الألماني أولاف شولتس ب"عمل عنفي غير مبرر" في سياق متوتر شهدت خلاله ألمانيا هجومي دهس بسيارة منذ كانون الأول/ديسمبر.
ودهست السيارة الاثنين "مجموعة من الأشخاص" في ساحة في وسط مانهايم حيث يقام معرض يضم ألعابا وأكشاك طعام، بعدما شهدت المدينة كرنفالا في اليوم السابق.
وأكدت السلطات مقتل شخصين وإصابة 11 شخصا بجروح، بينهم بحالة حرجة.
وأغلقت الشرطة المنطقة وتفحص المحققون سيارة من نوع فورد سوداء تعرض مقدمها للضرر، يُشتبه في أن السائق قادها خلال عملية الدهس.
- "جثة" -
وقال أنيس يلديز (24 عاما) الذي كان في مكتبه قرب مكان المأساة لوكالة فرانس برس "سمعت ضجيجا قويا جدا (...) لا يُسمع كل يوم".
وبعدما نزل إلى الشارع، رأى "جثة هامدة، وبركا من الدماء". وأضاف أنه "بدا أن الشخص طار في الهواء جراء الصدم".
وقال "كان هناك الكثير من الناس يبكون، وأشخاص يطلبون المساعدة، وآخرون يتصلون بالشرطة، كانت فوضى حقيقية".
وأكد أنه "مصدوم". وقال "نشأت هنا، وأعمل هنا كل يوم. وأمشي كل يوم على طول الطريق حيث حدثت" عملية الدهس.
وانتشرت لوازم شخصية على الأرض في مكان العملية، منها حذاء طفل، وحقيبة، وسترة.
- هجمات هزت البلاد -
في منتصف شباط/فبراير صدم سائق في ميونيخ في جنوب البلاد متظاهرين بسيارته، ما أسفر عن مقتل طفلة تبلغ سنتين ووالدتها البالغة 37 عاما متأثرتين بإصابتهما، وجرح آخرين. وأوقف منفذ الهجوم وهو طالب لجوء أفغاني يبلغ 24 عاما، وقالت الشرطة إنه تصرف بدوافع "دينية إسلامية".
وفي كانون الأول/ديسمبر، دهس طبيب سعودي يبلغ 50 عاما بسيارته حشدا من الناس في سوق لعيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ (شرق ألمانيا)، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة نحو 300 آخرين.
كما شهدت ألمانيا أعمال عنف أخرى بالإضافة إلى هجمات الدهس أعادت قضايا الأمن والهجرة إلى الواجهة.
في حزيران/يونيو، أودى هجوم بسكين نفّذه أفغاني خلال تجمّع معادٍ للتعصّب الإسلامي في مانهايم بحياة شرطي تدخّل للتصدّي للمهاجم. وبدأت محاكمة المهاجم الشهر الماضي.
وفي مدينة زولينغن في غرب البلاد قام سوري يشتبه بارتباطه بتنظيم الدولة الإسلامية، بقتل ثلاثة أشخاص طعنا خلال احتفالات محلية في نهاية آب/أغسطس.
وفي كانون الثاني/يناير قُتل شخصان أحدهما طفل يبلغ عامين في هجوم بسكين وقع في متنزه في ولاية بافاريا في جنوب البلاد. وأوقفت الشرطة مشتبها به أفغانيا في وضع غير قانوني ويعاني من مشاكل نفسية.
وفي 21 شباط/فبراير، طعن لاجئ سوري يبلغ 19 عاما سائحا إسبانيا، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، في حرم النصب التذكاري للهولوكوست في برلين، قبل يومين من الانتخابات التشريعية الألمانية.
وشهدت الانتخابات فوز المحافظين بقيادة فريدريش ميرتس في حين أحرز حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف نتيجة غير مسبوقة ليحل ثانيا خلف المحافظين داعيا إلى عمليات طرد جماعي للأجانب وإلى تبني سياسة جزائية أكثر صرامة.