صدر عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، العدد الجديد من مجلة "الأمن" بعنوان: "ثقة بقيامة لبنان ومشروع الوطن.
وجاء في افتتاحية العدد:
"لا وطن يعيش بغير ثقة، ولا دولة تُبنى مؤسساتها وتنتظم دورة العمل فيها بغير ثقة، ولا مواطن يطمئن إلى مستقبله ومستقبل أبنائه ما لم تكن ثقته بوطنه ودولته ومؤسساتها ثابتة راسخة، يدرك عن قناعة أنّ حقّه محفوظ، وكرامته مصانة، والعدل سائد، والحق والواجب أسلوبا حياة.
المشهد يظهر أنّنا ننطلق بخطى واثقة نحو حلّ الأزمات المتراكمة والمتفاقمة على مدى العقود الماضية بتضافر جهود كل المكونات السياسية للخروج من عتمة النفق إلى قبس الانفراج والنهوض.
في هذا المنحى، كانت الثقة التي منحها النواب للحكومة العتيدة وازنة ومؤثرة، قاربت حدَّ الإجماع، ما يعني أن ثمة إصرارًا من الجميع على ترك الخلافات المستحكمة، وطرق أبواب الحلول، أملًا في الإسراع بتطبيق خطاب القسم الذي أطلقه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، والبيان الوزاري الذي وضعته الحكومة برئاسة نواف سلام، لما فيه من تنظيم أمور الدولة والمواطنين من النواحي كافة.
كما أنّ ثقة المجتمع الدولي تشكّل دعامة قوية في طريق إعادة الإعمار وفي السعي إلى التعافي والازدهار .
ها قد انطلقت عجلة العمل ، وكلنا ثقة بأنّنا مبحرون نحو بّر الأمان، وقيامة لبنان".
مشروع الوطن
وكتب رئيس تحرير المجلة العميد الركن شربل فرام عن "مشروع الوطن":
"يسير البلد في هذه المرحلة في الطريق القويم.. طريق الخلاص.
ما يلفت في هذا الخصوص، كثرة المطالبات والمناشدات لتصحيح الأمور وتصويبها.
وكأنّ الإصلاح أعجوبة من أعاجيب الدنيا ننتظر أن تحلّ علينا.
وكأنّ بسط شرعية المؤسسات يشبه صلاة الاستستقاء في يوم الجفاف.
وكأنّ تأمين حقوق الإنسان والمحافظة على كرامته هما من الأعمال الخارقة.
كلّ ما مرّ تعداده هو من بديهيات الأمور في أيّ مكان آخر، والعكس هو ما يدعو للاستغراب.
ما يحزن أنّنا تعوّدنا على فعل الخطأ بإرادة منّا أو من دون إرادة.
ما يحزن أنّ مخالفة القوانين أصبحت حالة شاذّة وتنتشر على نطاق واسع.
ما يحزن أنّ البعض تعوّد على التمرّد على صورة الدولة وهيبتها وهو غافل أنّ الأمر يضرّه أكثر.
ليس المطلوب استنباط المعجزات واختراع المستحيلات.
ليس المطلوب الاستعانة بأساطيل وجحافل من أصقاع الأرض.
المطلوب ثقافة وطنية جامعة تقوم على الاعتراف بأنّ الدولة بمؤسساتها هي المرجع الأول والأخير.
المطلوب تربية مدنية تحاكي الأجيال وتصوّب على الأخطاء.
المطلوب تشجيع المتردّدين والمشكّكين والتائهين على الانخراط في بناء الغد.
البلد اليوم على مفترق طرق وسط الضباب الذي يلفّ محيطه.
ولا يمكن أن نعبر إلى ضفّة الأمان سوى بالاستغناء عن المشاريع كافة.
والخلاص يكون بمشروع واحد.. مشروع الوطن..".