عقد البرلمان الدولي للتّسامح والسّلام، دورته العامّة الثّانية عشرة يومَي 3 و4 آذار الحالي في جنيف، برئاسة عضو البرلمان من تشاد جانغارونغ إبينيت، لمناقشة استراتيجيّات تعزيز وتنسيق الجهود الدّوليّة لنشر ثقافة التّسامح والسّلام على مستوى العالم.
افتُتحت الجلسة بكلمات رئيسيّة ألقاها كلّ من رئيس برلمان طاجيكستان محمتطوهر زوكيرزودا، والأمين العام للاتحاد البرلماني الدّولي مارتن تشونغونغ، إلى جانب أعضاء البرلمان الدّولي للتّسامح والسّلام (يتكوّن البرلمان من أعضاء برلمانات وطنيّة وإقليميّة من أكثر من 100 دولة حول العالم).
وخلال المناقشات، أعرب الأعضاء المشاركون عن قلقهم العميق "إزاء الأزمات والنّزاعات الّتي تؤثّر على العديد من المناطق حول العالم"، مؤكّدين "الدّور الأساسي للحوار والتّسامح في معالجة هذه التّحدّيات". ومشدّدين على "ضرورة اتباع حلول سلميّة عبر التّفاوض والدّبلوماسيّة الوقائيّة والوساطات الإقليميّة والدّوليّة".
وجدّد البرلمان التزامه بـ"رفض العنف كوسيلة لحلّ النّزاعات"، داعيًا إلى "اتخاذ تدابير لتعزيز المصالحة والتّماسك الاجتماعي والتّنمية المستدامة". وركّز على "أهميّة دمج مبادئ التّسامح والتّعايش السّلمي في الأنظمة التّعليميّة والخطاب الإعلامي والسّياسات الوطنيّة والدّوليّة، لتعزيز الاستقرار على المدى الطّويل".
واختتمت الجلسة باعتماد قرار بالإجماع يؤكّد "الدّعم لميثاق السّلام العالمي: "من أجل الشعوب والكوكب". وقد تم تبنّي هذا الميثاق في الأصل خلال الدّورة الحادية عشرة للبرلمان الدولي للتّسامح والسّلام في البرلمان الكمبودي في 24 تشرين الثّاني 2024، ويُعَدّ إطارًا إرشاديًّا لتعزيز السلام والأمن الدّوليّين.
وقد حثّ القرار، الحكومات والبرلمانات والمنظّمات الدّوليّة والإقليميّة والمجتمع المدني، على نشر وتنفيذ أحكام الميثاق بفعاليّة. كما دعا إلى تعاون وثيق مع الأمم المتّحدة والهيئات الدّوليّة ذات الصّلة، لترسيخ مبادئ الميثاق في جهود بناء السّلام العالميّة.
وفيما يتعلّق بالقضايا الدّوليّة الملحة، تضمّن البيان الختامي للبرلمان موقفًا حازمًا بشأن الوضع في غزة، حيث أعرب عن دعمه الكامل لاتفاق وقف إطلاق النّار الجاري، وشدّد على "الحاجة الملحة لتنفيذ جميع مراحل الإتفاق من أجل تحقيق وقف دائم للأعمال العدائيّة".
وجدّد البرلمان دعوته إلى "عمليّة سلام شاملة وعادلة بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين"، مؤكّدًا "ضرورة تحقيق حل الدّولتَين وفقًا لقرارات الشّرعيّة الدّوليّة". وأشار إلى "أهميّة تسهيل تقديم المساعدات الإنسانيّة العاجلة إلى غزة، وتعزيز جهود إعادة الإعمار لضمان الأمن والاستقرار والكرامة لشعبها".