أشارت وزيرة التّربية والتّعليم العالي ​ريما كرامي​، في رسالة إلى المعلّمين والمعلّمات بمناسبة عيد المعلّم، إلى أنّ "هذه المناسبة العزيزة تطلّ علينا، والألم لا يزال يثقل قلوبنا وقلوب الكثيرين من زميلاتنا وزملائنا من جرّاء العدوان الصّهيوني الغاشم وما خلّفه من معاناة. وإنّ تعاطفنا الصّادق يظلّ ممتدًّا لكل من يكافح للتّغلب على آلامه".

وهنّأتهم بحلول عيد المعلّم، لافتةً إلى "أنّنا نعيش اليوم بين هذا الألم والأمل، بين التّحدّيات الّتي فرضتها الظّروف القاسية والطّموحات الّتي تأبى أن تنطفئ. فنتمسّك بإيماننا بأنّ التّعليم هو المنارة الّتي تنير درب المستقبل، وأنّ رسالتكم السّامية كتربويّين هي الرّكيزة الأساسيّة في هذا الطّريق". وشدّدت على أنّ "عطاءكم السّخي هو ما يجعل المستحيل ممكنًا، وما يجعل من المدرسة حضنًا دافئًا للأجيال الصّاعدة على الرّغم من كلّ الصّعوبات".

وأكّدت كرامي أنّ "أولويّتنا كتربويّين كانت وستظلّ أطفالنا ومستقبلهم، وهذا يحتّم علينا أن نعمل بجدّ وإصرار لنسهم معًا في بناء مستقبل مشرق وواعد لهم، يليق بأحلامهم ويمنحهم الفرص الّتي يستحقّونها"، مركّزةً على أنّه "لا يمكن أن نغفل عن الدّور النّبيل للمعلّم في هذه المسيرة، فهو ليس مجرّد وسيلة لنقل المعرفة، بل هو حاملٌ رسالة سامية قوامها العطاء غير المحدود الّذي يجسّدها معلّمونا بأسمى معاني البذل والكرم".

وبيّنت أنّ "اليوم، ومع انتخاب رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة جوزاف عون، وتشكيل حكومة الإصلاح والإنقاذ برئاسة نواف سلام، نأتي إلى المسؤوليّة بعزم أكيد وإرادة ثابتة، لنبني معًا، ونصحّح المسار حيثما يستوجب ذلك"، مشيرةً إلى أنّ "مع تسلّمي مهامي في ​وزارة التربية والتعليم العالي​، أمدّ يدي إليكم جميعًا لفتح صفحةً جديدةً في مسيرة هذه الوزارة، ترتقي إلى مستوى الآمال المعقودة على قطاع التّربية وتربويّيه جميعًا".

وأضافت: "أعاهدكم بالسّعي الحثيث مع الحكومة بالتّعاون مع المجلس النّيابي، لتأمين الظّروف الملائمة لكلّ معلّم ومعلّمة، عبر الوسائل المتاحة"، مشدّدةً على أنّ "على الرّغم من قساوة الظّروف، لا يمكن لنا أن نستكين. فنحن نعيش في عصر التّحوّل الرّقمي والتّطوّر التّكنولوجي السّريع، وهو ما يفرض علينا مضاعفة الجهود لمواكبة هذه المتغيّرات".

كما أوضحت كرامي أنّ "هدفنا هو تأمين بيئة تعليميّة آمنة وصحيّة، تضمن حقّ كلّ طفل في التّعلّم الجيّد، وتراعي نموّه الفكري والعاطفي والاجتماعي من دون تمييز. في عيدكم، أتوجّه إليكم بتحيّة إكبار ومحبّة واحترام، فأنتم روح هذا المجتمع، وأنتم من يحمل على عاتقه مسؤوليّة بناء الأجيال ورسم ملامح الغد"، داعيةً إلى أن "نؤمن بأنّ هذا الغد يمكن أن يكون أجمل، وبأنّنا معًا، قادرون على صناعته".