زار وزير الزراعة نزار هاني مدينة النبطية مع وفد من رؤساء المصالح والدوائر والخبراء في الوزارة، حيث كانت محطتهم الاولى في مصلحة الزراعة في النبطية، واستقبلهم رئيسها حسين السقا ورؤساء دوائر واقسام والموظفون .

ولفت هاني، الى أن "كل لبنان فيه مزارعون، وكلنا اولاد الجبال والقرى مزارعون ، ونريد ان نستمر في الزراعة لهدفين: لان الزراعة هي الصمود وهي الارض وهي امننا الغذائي، ونريد ان ننتج محاصيلنا الزراعية وطعامنا ومنتجاتنا على المستويات كافة، ان كانت خضارا او حبوبا او فواكه، او تربية الحيوانات ، وكلنا يريد ان يكون البلد انطلق نحو مرحلة جديدة".

ولفت الى أن "اليوم هناك ازمة في العالم، ليس فقط لدينا ازمات، نعم لدينا معاهدات مع الدول المحيطة، واكيد كل دولة تسعى لحماية انتاجها كما نفعل نحن، وكما تابعتم هذا الاسبوع عملنا على انتاج محصول البطاطا ، عمليا الاتفاق الموجود بيننا وبين مصر، ففي شباط واذار يسمح لنا باستيراد كامل ولا يوجد حدود لكمية الاستيراد، وعملنا تفاهم مع الوزير المصري لحماية الانتاج من منطقة عكار والذي انطلق منذ شهر".

وقال "اليوم هناك أساليب جديدة في الزراعة وربما علينا ان نبحث عن المزروعات التي لا تحتاج الى مياه كثيرا، فاليوم هناك دراسات وتقارير تشير الى ان لبنان ذاهب في هذا الاتجاه حتى العام 2050 حيث ستكون كميات المياه والامطار والثلوج بمعدلات متفاوتة بين عام واخر، ولكن اذا راقبنا اخر عشرين عاما نلاحظ ان كميات المياه تخف، ولذا نكون مجبورين كمزارعين وبتوجيه من وزارة الزراعة ان نتكيف مع التغييرات المناخية ".

واشار هاني الى حجم الاضرار التي خلفها العدوان الاسرائيلي على القطاع الزراعي، وقال "اجرينا مسحا شاملا يشمل كل الاضرار الزراعية ، هناك اضرار زراعية مباشرة تتعلق بالبنية التحتية وبالخيام الزراعية وبشركات الري ، وهناك الاضرار التي طالت الموسم الزراعي، فالمزارعون لم يصلوا الى حقولهم نتيجة العدوان، ولا الى المواشي ، وحتى مربو النحل، والاضرار التي حصلت على مستوى الدواجن والصيد البحري، كل ذلك مأخوذ بعين الاعتبار، ولدينا النتائج الاولية للمسح الذي اجريناه ، كما لدينا النتائج الخاصة بالقطاع الزراعي وتشمل اضرارا كبيرة للاسف ولكن تبقى اقل من الاضرار المتعلقة بالعمران وبالبنية التحتية . وسنضع كل جهودنا مع كل شركاء لبنان ومع كل المعنيين لكي نقدر نؤمن التعويضات للمزارعين" .

ولفت الى ان "الحجم الاولي لما خلفه العدوان الاسرائيلي على القطاع الزراعي في كل المناطق هو في حدود ال 900 مليون دولار، وهو رقم اولي وليس نهائيا، وهذه الاضرار تنقسم الى جزئين، الاول هو الاضرار التي اصابت البنية التحتية والجزء الاخر هو التعويض على المواسم التي خسرها المزارعون ، في كل المناطق التي تعرضت للعدوان المباشر".

بعد ذلك زار الوزير هاني والوفد المرافق محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك في مكتبها في السرايا الحكومية، والتي رحبت بالوزير هاني في النبطية "التي تحتاج الى دعمكم ، فالنسبة الكبيرة من ابناء الجنوب يعتمدون على الزراعة ، والزراعة اليوم منكوبة بفعل العدوان الاسرائيلي الذي تعرضت له".

وأضافت الترك "العدو دمر القطاع الزراعي وسرق اشجارا معمرة من زيتون وغيره ، ولوث التربة بالقذائف الفوسفورية، ومن هنا يحتاج هذا القطاع الى عناية ورعاية والدعم المادي ولمساعدة خبراء في هذا المجال ، كما ان المزارع الذي خسر عائلته وبيته وممتلكاته ومزروعات يحتاج الى الدعم المادي والمعنوي".