استيقظ السوريون اليوم على مشاهد جديدة للضحايا ومعظمهم نساء وأطفال وأطباء ومهندسون وجامعيون، تبيّن أنه تم القضاء عليهم فقط بسبب انتمائهم للطائفة العلوية في مناطق الساحل السوري.
واذا كانت اكبر المجازر حصلت في بانياس، بقتل ما يزيد عن ١٧٠ مواطناً سورياً، فإن عدداً كبيراً من القرى في أرياف اللاذقية وطرطوس و حماه شهدت مجازر جماعية ايضا، ولم يستطع المواطنون السوريون الوصول اليها بعد، لإحصاء او دفن الضحايا.
وتبين بحسب شهادات عدّة ان عائلات بكاملها تم القضاء عليها رمياً بالرصاص، وسرقة محتويات المنازل من قبل مجموعات إسلامية متشددة حضرت من ادلب وريف حلب وحمص، واستباحت القرى تحت غطاء جيش السلطة الجديدة او الامن العام. علماً ان المتمردين العلويين الذين انتفضوا في اليومين الماضيين يمكثون في الجبال بعيداً عن القرى، وان ما تم القضاء عليهم مدنيون لا علاقة لهم بما يجري.
كما قتل المتشددون رجال دين من الطائفة الإسلامية السنّية بسبب دعوتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى عدم قتل المدنيين في الساحل.
وتؤكد التطورّات السورية ان الاحتقان الشعبي ازداد سخطاً على النظام الجديد الذي يستخدم مصطلح "فلول النظام"، وهو ما لا ينطبق على الحقيقة. وبات الدروز باتوا يتمسكون اكثر بسلاحهم، خشية تعرضهم لاحقاً لجرائم إبادة في السويداء، كما يتعرض حالياً العلويون في الساحل.
وعلمت "النشرة" ان هيئات حقوقية دولية باشرت بتوثيق الجرائم لتقديمها إلى المحاكم الدولية ومحاسبة المسؤولين في السلطات السورية الجديدة.
وبرزت التساؤلات عن دور تركي محتمل في غض الطرف عن أعمال تلك المجموعات، بعد حصول توترات دبلوماسية وسياسية بين انقره وطهران بشأن سوريا.