اشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى ان كاريتاس تبدأ اليوم حملتها السنويّة، وهي بعنوان: "إيمان، إنسان، لبنان" للتأكيد على التزامها بالإنسان في لبنان من خلال إيمانها المطلق برسالتها الإنجيليّة ومساندتها للأكثر فقرًا وللذين قست عليهم ظروف الحياة. إنّها جهاز الكنيسة الإجتماعيّ في لبنان.

ولفت الراعي خلال القداس السنوي لرابطة كاريتاس في كنيسة القيامة في الصرح البطريركي في بكركي، الى ان "كاريتاس تبسط أقاليمها، ومراكزها ونشاطها على كامل الأراضي اللبنانيّة، وتعمل أساسًا على تنفيذ خمسة برامج أساسيّة: أوّلًا: الخدمات الاجتماعية الرامية إلى تحسين الظروف المعيشية للأفراد والعائلات المحتاجة، ثانيًا: خدمات الحماية للفئات الأكثر عرضة للمخاطر، كالأطفال والنساء وكبار السن عبر برامج توعية حول حقوق الإنسان، والمساعدة القانونية، وإعادة تأهيل. ثالثًا: الخدمات التربوية تؤمّنها كاريتاس في مراكزها التعليمية الأربعة للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، فتؤمّن لهم مهنة تمكّنهم من دخول سوق العمل. كما تقدّم دعم متابعة الطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلّم. رابعًا: الخدمات التنموية وتحسين سبل العيش بحيث تدعم الاستقلال الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية، وتوفّر التدريب المهني للشباب والنساء بهدف تحسين فرص العمل. خامسًا: الخدمات الصحية. تعمل على تأمين الخدمات الصحيّة والرعاية الأولية للمحتاجين والأفراد غير القادرين على تحمّل تكاليف العلاج من خلال 11 مركز صحي و7 عيادات نقالّة".

واوضح بانه آن الأوان لأن يستعيد لبنان دوره العربيّ، ويعود إلى موقعه الطبيعيّ ضمن الجماعة العربيّة، من خلال استعادة شرعيّته الميثاقيّة، والسعي إلى استعادة شرعيّته العربيّة بالتعاون مع الدول الشقيقة، تمهيدًا لعودته الكاملة إلى الشرعيّة الدوليّة". واكد بان "لبنان الجديد: حياد إيجابيّ وانفتاح على العالم. بهذه الصفة يكون لبنان "وطن لقاء"، وليس "ساحة صراع". وهو ما ينسجم مع تاريخه كدولة قائمة على التعدّديّة والتفاعل الثقافيّ، وعلى الحريّة والحداثة والإبداع. وهي القيم التي يمكن أن تساهم في بناء مستقبل عربيّ أكثر استقرارًا وازدهارًا. فيبقى كما كان لبنان دائمًا "دولة عربيّة أصيلة، وحلقة وصل بين الشرق والغرب".

وتابع الراعي "فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل نجاح حملة كاريتاس-لبنان، وبقائها جهازًا اجتماعيًّا حيًّا وفاعلًا للكنيسة، ولكي نتصالح بالتوبة مع الله والذات والمجتمع. فنرفع نشيد المجد والشكر لله الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".