اشار رئيس كاريتاس الأب ميشال عبود الى اننا "نلتقي اليوم لإطلاق حملة كاريتاس لبنان بشعارها: "إيمان، إنسان، لبنان"، التي تحمل في جوهرها رسالة كاريتاس: إيمانٌ بالله، وبذواتنا بأننا قادرون على تقديم الأفضل، إنسانٌ يسير بروح العطاء والخدمة، ولبنانُ الذي يبقى هويةً ورسالةً تجمعنا على الخير والمحبة. شكر وتقدير لكل الداعمين: باسم مجلس إدارة كاريتاس لبنان، وباسم سيادة المطران بولس عبد الساتر المشرف على كاريتاس، أتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير لغبطته على دعمه ورعايته الأبوية الدائمة، كما أشكر منسقية الاقاليم وجميع مكاتب الأقاليم بكل مكوناتها، ومنسقية الشبيبة، وجميع المتطوعين، وكل العاملين من إدارة واجهزة، الذين يجسدون العطاء الحقيقي من خلال جهودهم اليومية وتضحياتهم المستمرة. كما أتوجه بالشكر إلى كل المؤسسات الرسمية، من وزارات ومديريات ودوائر رسمية، التي تدعمنا ضمن إمكانياتها، بتسهيلها المعاملات الرسمية لتسريع عملنا الإنساني. ولا يفوتني أن أشكر الأجهزة الأمنية على مرافقتها لنا وتسهيل مهامنا، خصوصًا خلال هذه الحملة، وفي أوقات الاستجابة الطارئة، إذ أن وجودهم إلى جانبنا يؤكد أن خدمة الإنسان مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع المدني والكنيسة".

ولفت الاب عبود خلال اطلاق حملة كاريتاس لبنان السنوية ٢٠٢٥ تحت شعار "إيمان،إنسان،لبنان" في بكركي، الى ان "الجواب هو أن كاريتاس، بكل مكوناتها، تعمل باسم الكنيسة لتقديم ملايين الخدمات في مختلف المجالات: الاجتماعية، الصحية، التربوية، التنموية، والحماية، إلى جانب مئات الجمعيات الكنسية التي تسهر على خدمة الإنسان في كل مكان. في قلب الأزمات، كانت فرق كاريتاس على الخطوط الأمامية، تخاطر بحياتها لتوزيع الطعام والدواء وتأمين الرعاية الصحية رغم كل الظروف الصعبة. لن أنسى كلمات أحد الآباء الذي قال لي: "أريد ابني أن يكون متطوعًا معكم، ولكن لم أرسله ليكون شهيدًا..." هذه الجملة تلخص حجم المخاطر التي واجهها متطوعونا، ولكن رسالتنا واضحة: نحن هنا لنخدم، لنحمي، ولنكون علامة رجاء. لقد قدمت الأقاليم "من اللحم الحي" حين سارعت للاستجابة فور اندلاع الأزمات، فاستقبلت النازحين وقدمت لهم الحد الأدنى من مقومات العيش، دون أن نفكر بأي أولويات سوى أن يبقى شعبنا على قيد الحياة، فلا يموت أحد بسبب الجوع أو نقص الدواء. لا يمكننا أن ننسى شعبنا الذي ما زال يتألم بصمت. وتتجه انظارنا ايضا الى الجنوب حيث نحن مستعدون على إعادة إعمار ما تهدّم وإصلاح الأضرار بانتظار التمويل اللازم لهذا الامر.ونحن اليوم بحاجة إلى إجابتين حاسمتين: 1. الاجابة على سؤال: هل الحرب انتهت؟ 2. والثاني لكل نستمر في رسالتنا نحن بحاجة إلى الدعم الدولي، الكنسي، والاغترابي، كي نتمكن من مواصلة مسيرتنا الإنسانية. وفي هذا السياق، أود أن أعبر عن أسمى آيات الشكر والامتنان لكل الجمعيات الدولية والكنسية التي ساندتنا، وإلى الجاليات اللبنانية في الاغتراب الذين لم يبخلوا بوقتهم ومواردهم لدعم شعبهم، وإلى كل اللبنانيين في أرض الوطن الذين، رغم صعوبة ظروفهم، لم يتوقفوا عن تقديم يد العون. كما قال القديس فرنسيس الأسيزي: "إنه في العطاء نأخذ."، وكما قال البابا يوحنا بولس الثاني: "العالم يحتاج إلى قلوب مملوءة بالحب والخدمة، فالتطوع ليس مجرد عمل، بل رسالة حياة."، فإن كاريتاس تدعو كل واحد منكم ليكون جزءًا من هذه الرسالة، لأن وجودكم معنا اليوم ليس مجرد حضور، بل التزامٌ بالعمل من أجل من هم بحاجة إلينا. سترون فرق كاريتاس من شبيبة ومتطوعين في الشوارع، أمام الكنائس، في الأسواق والساحات، يطلبون دعمكم، لأن هناك أشخاصًا ينتظروننا... أشخاصًا ليس لهم سوانا. إن أي مساهمة، مهما كانت صغيرة، يمكنها أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة شخص يحتاج إلينا اليوم قبل غد".

وتابع "أنتم الرجاء، أنتم من يجعل المستحيل ممكنًا، أنتم من يزرع الفرح في القلوب"، بهذه الكلمات أختتم كلمتي، لأقول لكم إن كاريتاس ليست مجرد مؤسسة، بل هي كل واحد منا، وهي الأيادي الممتدة لخدمة الإنسان، بالإيمان والمحبة. فلنواصل العمل معًا، يدًا بيد، قلبًا بقلب، في خدمة الإنسان والإيمان بلبنان. شكرًا لكم جميعًا، وليبارك الله كل خطوة تخطونها في مسيرة العطاء".