توجّه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس ​يوحنا العاشر يازجي​، خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في دمشق، إلى الرّئيس السّوري ​أحمد الشرع​، قائلًا: "لقد باركنا لكم وهنّأناكم بانتصار الثّورة، وكذلك بتولّيكم منصب رئاسة الجمهوريّة. وأنتم الآن السيّد الأوّل ورئيس البلاد، ونريدكم رئيسًا على ​سوريا​ الواحدة الموحّدة بمناطقها وألوانها وأطيافها وعشائرها ومذاهبها كافّة".

وأشار إلى "أنّني سمعت منذ يومين أحد المشايخ، وهو صديق لي يقول على العلن إنّ الرّسول الأكرم قد أوصى أتباعه "أنّهم إن غزوا قومًا ألّا يعتدوا على الأبرياء، وألّا يغدروا وألّا يمثِّلوا ولا يقتلوا امرأةً، وألّا يقتلوا وليدًا، وإذا رأوا الرّاهب في صومعته فلا يقتلوه. هذه هي سنَّة الرّسول، ومن خالف ذلك فليس على ديننا وليس على شيمنا... ديننا يحرِّم علينا قتل الأبرياء. فأن نقتل الشّيوخ فهذا ليس من ديننا، وأن نحرق البيوت فهذا ليس من ديننا وشعائرنا. فثورتنا ثورةٌ ذات مبادئ عظيمة، ولن نسمح لأحد أن يخرِّبها أو يسيء إليها أو يشوه سمعتها". هذا ما قاله شيخنا".

ولفت البطريرك يازجي إلى "أنّنا نستمطر بقوّةٍ رحمات الله على كلّ من سقط من المدنيّين وقوى الأمن العام، ونتمنّى للمصابين والجرحى الشّفاء. وإنّنا مع تشكيل لجنة تقصي الحقائق ومحاسبة المعنيّين بحق هدر دماء المدنيّين وقوّات الأمن العام".

وشدّد على أنّ "الأحداث الدّامية الّتي تحصل في السّاحل السّوري، قد خلَّفت العديد من القتلى والجرحى من المدنيّين ومن قوّات الأمن العام. ولكن أولئك القتلى ليسوا جميعهم من فلول النّظام، بل إنّ أغلبيّتهم من المدنيّين الأبرياء والعزَّل ومن النّساء والأطفال".

كما أكّد أنّ "حُرمات النّاس وكراماتهم قد انتُهكت، والصّيحات والهتافات الّتي تُستخدم تبثُّ التّفرقة وتؤدّي إلى النّزعة الطّائفيّة وزعزعة السّلم الأهلي. كما أنّ العديد من المدن والبلدات والقرى قد أُحرقت بيوتها وسُرقت محتوياتها"، موضحًا أنّ "المناطق المستهدَفة هي أماكن العلويّين والمسيحيّين. وقد سقط أيضًا العديد من القتلى المسيحيّين الأبرياء".

وأضاف يازجي: "لقد أُجبر سكان بعض المناطق على مغادرة منازلهم، ثمّ تمَّ رميهم بالرّصاص وقتلهم، ومن ثمّ سرقة بيوتهم وممتلكاتهم وسيّاراتهم، كما حدث في بانياس- حي القصور مثلًا"، مبيّنًا أنّ "أيقونة السيّدة العذراء تُحطَّم وتُداس وتُنتهك حرمتها. وهي مريم العذراء الّتي يكرِّمها معنا جميع المسلمين، والّتي خصَّها القرأن الكريم بسورةٍ كاملةٍ "سورة مريم"، وذكر أن الله اصطفاها وجعلها أكرم نساء العالمين".

وتوجّه إلى الشّرع، بالقول: "ليس هذا هو خطابكم، وهذه الأعمال تتنافى ورؤيتكم لسوريا الجديدة بعد انتصار الثّورة. لذا، نداؤنا إليكم أن توقفوا بحكمتكم وجهودكم هذه المجازر، أوقفوها فورًا وأعطوا الشّعور بالأمان والاستقرار لجميع أبناء سوريا بكلّ أطيافهم".

وشدّد على أنّ "نداءنا إليكم أن تدفعوا باتجاه المصالحة الوطنيّة والسّلم الأهلي والتّعايش السّلمي واحترام الحرّيّات كقيمة عليا في المجتمع القائم على مبدأ المواطنة، كما تعلنون وتعبِّرون عن ذلك بشكل دائم. فلتسقط الطّائفيّة ويحيا الوطن، ولتحيا سوريا حرّة أبيَّة".