بارك بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكي ​مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان​، للبنان واللّبنانيّين "بانتهاء الفراغ القاتل في سدّة رئاسة الجمهوريّة بانتخاب الرّئيس ​جوزاف عون​، وسط إجماع وطني قلّ نظيره"، مشيدًا بـ"مندرجات خطاب القسم الّتي تاق اللّبنانيّون إلى سماع مفرداتها من رجل دولة ومؤسَّسات مشهود له بالنّزاهة والعزم والوطنيّة".

وهنّأ اللّبنانيّين، خلال احتفاله بالقدّاس الإلهي الحبري الرّسمي بمناسبة عيد القديس مار أفرام السّرياني شفيع الكنيسة السّريانيّة وملفان الكنيسة الجامعة، في كاتدرائيّة مار جرجس التّاريخيّة في الخندق الغميق- الباشورة، بيروت، بـ"تشكيل الحكومة الجديدة الّتي تجمع أصحاب الكفاءات، والّتي تُعقَد عليها الآمال بالإصلاح السّياسي والاقتصادي، ولا سيّما استعادة ودائع النّاس في المصارف، وإجراء الانتخابات البلديّة والاختياريّة ثمّ النّيابيّة ضمن المهل الدستوريّة".

وأشار البطريرك يونان إلى "الإجحاف الّذي لا ينفكّ يطال المكوِّن السّرياني، بإقصاء أبنائنا وبناتنا من التّمثيل في الوزارات ووظائف الفئات الأولى. إلّا أنّنا نرجو أن يقوم هذا العهد الجديد الّذي نعوّل عليه جميعنا، بإنصافنا وإزالة الإجحاف اللّاحق بالسّريان"، مؤكّدًا "أنّنا لن نكفّ أو نيأس من المطالبة بحقّنا وتثبيت حضورنا في الحياة العامّة في لبنان، أسوةً بسائر مكوِّنات الوطن".

ولفت إلى "أنّنا نسمع اليوم الأخبار المؤلمة جدًّا الّتي تتحدّث عن خضّات أمنيّة وسفك دماء في ​سوريا​. نسأل الله أن يلهم المسؤولين كي يعرفوا كيف يتعاملون مع هذه الخضّات المؤلمة بالحوار الحقيقي، وقد لفتَنا ما جاء في مؤتمر الحوار الوطني الّذي عُقِدَ مؤخَّرًا، رغم بعض الملاحظات على غياب التّمثيل المسيحي الوازن فيه".

كما نوّه بـ"ما تناوله لجهة تحقيق التّنمية السّياسيّة على أساس مشاركة فئات المجتمع كافّةً في الحياة العامّة، وكذلك الدّعوة الّتي وجَّهها إلى ترسيخ مبدأ التّعايش السّلمي بين جميع مكوِّنات الشّعب السّوري، ونبذ كلّ أشكال العنف والتّحريض والانتقام والكراهيّة الطّائفيّة، بما يعزّز الاستقرار المجتمعي والسّلم الأهلي".

وشدّد يونان على "أنّنا نصلّي ونأمل أن تتمّ ترجمة هذه المقرَّرات بالممارسة، وألّا تبقى مجرَّد شعارات، بدءًا بإقرار دستور جديد يحفظ حقوق المكوِّنات الأصليّة وحضورها الوطني، وبخاصّة المكوِّن المسيحي الأصيل والمؤسِّس، ثمّ إجراء انتخابات حرّة وديمقراطيّة وعادلة يتمثَّل فيها جميع السّوريّين، ليصار بعدها إلى إعادة تشكيل السّلطة على أساس المساواة بين المواطنين. وهكذا يتَّحد الشّعب السّوري خلف قيادته الجديدة، للمساهمة معًا في إعادة البناء وعودة المهجَّرين إلى أرضهم".

وأضاف: "نسأل الله أن تتمكّن الحكومة العراقيّة من تجنيب العراق التّورُّط في حروب وصراعات لن تقدِّم سوى الدّمار والموت وتهجير المزيد من العراقيّين"، داعيًا إلى "تضافُر الجهود من أجل متابعة مسيرة النّهوض رغم التّحدّيات، ومَنْحِ الرّجاء كي يعود المهجَّرون قسرًا إلى وطنهم".