لفت الرّئيس العام للرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الأباتي ​هادي محفوظ​، خلال ترؤّسه صلاة الجنازة لراحة نفس المدبّر السّابق للرّهبنة الأب الياس العنداري، في كنيسة مار جرجس- جبيل، إلى أنّ الرّاحل "كان مثالًا للتّضحية والعطاء في خدمة الكنيسة والوطن، حافظ على دفئ لسانه وكان قليل الكلام، امتاز بالكرم وحسن الضّيافة، حافظ على صداقات كثيرة، وكان مقدامًا وشجاعًا بالرّغم من المشاكل الّتي وجد نفسه أمامها".

وأشار إلى "جرأته الّتي جعلته يخلّص أناسًا من الموت، وهم حتّى اليوم يشكرونه"، سائلًا: "هل من أحد لا يذكر الأب الياس العنداري ومواقفه الحكيمة والجريئة، وكيف كان الخوف يخاف من الاقتراب منه لئلّا يتعرّض الخوف للذّل"، مؤكّدًا أنّ الرّاحل "ما زال في وجدان الكثيرين".

وشدّد محفوظ على أنّ العنداري "كان مرجعًا وطنيًّا واجتماعيًّا كبيرًا، خصوصًا عند رئاسته دير سيدة ميفوق في سبعينيّات القرن الماضي حين اندلعت الحرب اللّبنانيّة المشؤومة، فأبدع حينها في استقبال من تركوا بيوتهم من أبناء الشمال، وأظهر كرمًا وحسن ضيافة وحكمة مواقف"، مبيّنًا أنّه "رافق بعدها بجميع مواقعه القضيّة اللّبنانيّة حتّى الرّمق الأخير، وصار متربّعًا على عرش من عروش الوجدان الجماعي لدى الكثيرين من مجتمعنا اللّبناني والمسيحي".