أكد رئيس الجامعة الأنطونية الأب ميشال السّغبيني، في كلمة له خلال افتتاح أسبوع الصحّة والراحة النفسيّة(Wellness and Mental Health Week) تحت عنوان "ما بعد الحرب: رعاية صحّتِك في عالم يحكمه الذكاء الاصطناعي"، في حرم الجامعة "اننا بحاجة، اليوم قبل غد، للعمل سويّة وبمعيّة الدولة اللبنانيّة ووزارة الصحّة بشكل خاص، على تخفيف التوتّر والقلق والإرهاق والاحباط لدى جميع شرائح الوطن وبخاصّة الشباب والمهنيّين. ورأى أنه من واجبُ جميع المؤسّسات الحكوميّة والوطنيّة التدخّل السريع لتقديم الدعم فضلًا عمّا تقوم به المؤسّسات التربويّة والتعليم العالي".
ولفت الأب السغبيني الى أن "الجامعة الأنطونيّة شاءت أن تشمل ضمن رسالتها وقيمها وبرامجها أهدافَ التنمية المستدامة ملتزمةً بالتربية المتكاملة التي لا تقتصر فقط على التميّز الأكاديميّ بل تشمل أيضًا الرفاهيّة الشخصيّة، وذلك من خلال تعزيز ثقافةٍ جامعيّةٍ داعمةٍ وشاملة". كاشفًا أن الجامعة الأنطونيّة تضع ما قُدّر لها من جهود لتعزيز الصحّة العقليّة عند الطلّاب، والهيئة التعليميّة والإداريّة والموظّفين بشكل مستمرّ، عبر الاستثمار في مواردَ اختصاصيّة وخدمات الاستشارة لحسن سير المرافقة عن قرب.
واضاف الأب السغبيني: " إن المسؤوليّة التي شاءت الجامعةُ الأنطونيّةُ أن تأخذها على عاتقها هي عابرةٌ لفروعها الجغرافيّة. بحيث أنّها تسعى دائمًا إلى توسيع رقعة التوعية ونشر الدعم والوعي لأهمّيّة الصحّة العقليّة في المجتمع اللبنانيّ والإقليميّ. وتقوم بذلك بالتعاون مع أخصّائيّين من منظّمات ومؤسّسات وطنية ودوليّة لتسهيل الاستفادة من خدمات الصحّة العقليّة، عبر تنظيم ورش عمل، وحملات ومبادرات بحثيّة على مدار السنة من أجل إحداث تغيير هادف.
وفي الختام أكد السغبيني أن "الصحّة العقليّة ليست اختياريّة لدى الجامعة، بل أولويّة. لافتا الى التزام الجامعة بدمج هذا الأمر مع سياساتها الأساسيّة، كي نضمنَ لكلّ طالب أو أستاذ أو إداريٍّ أو موظّف، إن شاء، أن يشعر بأنّه مسموع ومدعوم ومقدَّر".
من جهتها، أعلنت ممثلة وزير الصحة، مديرة العمليات في البرنامج الوطني للصحة النفسية في الوزارة بيرين بوسبيك، انه "منذ بدء العدوان الإسرائيلي وخلال التصعيد الأخير، قامت وزارة الصحة العامة بالتعاون مع شركاء رئيسيين، بتطوير وتنفيذ خطة طوارئ وطنية متعددة القطاعات لتلبية احتياجات الصحة النفسية الفورية للأفراد والمجتمع في آن. وأشارت الى أن الخطة استغلت التكنولوجيا من خلال المنصات عبر الإنترنت لزيادة الوعي حول توفر الخدمات والبقاء قريبين من الأشخاص المحتاجين. وأضافت ممثلة وزير الصحة أنه من خلال استراتيجيات التواصل المبتكرة والمنصات الرقمية، تمكنا من الوصول إلى شرائح مجتمعية مختلفة، وتقديم الدعم والمعلومات التي يحتاجونها".
وكشفت بوسبيك أنه منذ إطلاقها في عام 2015، كانت الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية مكرسة لضمان خدمات صحة نفسية عالية الجودة، متكاملة ، تكون متاحة للجميع. ولفتت الى ان جانبا أساسيًّا من استراتيجيتنا الوطنية للصحة النفسية كان تعزيز موارد الصحة النفسية من خلال القنوات الرقمية، باستخدام التكنولوجيا، لجعل هذه الموارد متاحة عبر الإنترنت، مما زاد بشكل كبير من إمكانية الوصول لأولئك الذين يحتاجونها.
وختمت مشيرة الى أن من خلال تبني التكنولوجيا وإعطاء الأولوية للصحة النفسية، يمكننا بناء مستقبل يتجاوز ندوب الحرب ويعزز رفاهية الجميع. وقالت : "معًا، يمكننا خلق مجتمع يشعر فيه الجميع بأنهم مقدّرون ومدعومون وقادرون على الازدهار."
بدورها، حيت نقيبة النفسانيين في لبنان ليلى عاقوري ديراني، خطوة الجامعة الأنطونية رأت أنه مهما تقدّم العلم، ومهما زادت أهمية الذكاء الإصطناعي، لن يحلّ مكان الإنسان، لاسيما في موضوع الصحة النفسية، "فنحن سنبقى في حاجة الى متابعة شخصية من إختصاصي في علم النفس. "
وتضمّن حفل الإفتتاح الذي قدّمته الإعلامية رابعة الزيّات، جلسات حوارية وشهادات حيّة من طلاب الجامعة، إضافة الى مداخلات من الدكتور نعمة، ونائب رئيس الجامعة للتعاون والتدويل في الجامعة البروفيسور روني الدرزي، والدكتور جورج جلخ، مدير مركز SEED منصّة لدعم ريادة الأعمال المستدامة والتنمية الإقتصادية، الذي تحدّث عن أهمية هذا المركز، لما يشكّل من دعم للطلاب وجميع أفراد مجتمع الجامعة ودعم مشاريعهم. مشيرا الى ان هذه الخطوة لطالما شكلت أولوية عند الجامعة الأنطونية.