اكد رئيس حزب "الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي، في إفطار رمضاني اقامه على شرف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان "أهمية المصالحة، لكن قبلها المصارحة ومواجهة الحقائق بأنه لن يكون هناك إعمار إذا لم تتم تلبية شروط بناء دولة فعلية"، مشددا على "أن المطلوب عودة الدولة عبر بسط سلطتها بقواها الشرعية وحدها، على أراضيها وبتطبيق الدستور واتفاق الطائف الذي ينص على سحب سلاح الميليشيات، واتفاق وقف اطلاق النار والقرارات الدولية 1559 1680 و1701 واتفاق الهدنة، توصلا إلى استمرار مساعدة المجتمع الدولي لنا، كي نحمي لبنان وسيادته".

وأشار إلى أن "المطلوب من الدولة اليوم كثير بدءا من فتح كل ملفات النهب والسرقة الكبرى التي أدت الى الانهيار الاقتصادي في عام 2019، مرورا بإجراء تحقيق جنائي في مصرف لبنان ووزارة المال، والتحقيق في ملف الودائع والقطاع المصرفي وتحديد المسؤوليات عن ضياع مدخرات اللبنانيين وجميع المودعين، وإجراء تحقيق جنائي في الوزارات كافة وتحديد المسؤوليات ومحاسبة رموز الفساد والإفساد، وصولا إلى إقرار قانون استقلالية القضاء، كي يكون مستعدا لتلقف هذه الملفات وتحقيق المحاسبة".

من جهته، شدد دريان على "أهمية التمسك بالدستور واتفاق الطائف كمرجعية ثابتة للبنان"، محذرا من "أي محاولة للالتفاف عليهما لما قد يجره ذلك من صراعات داخلية وخارجية".

أما عن الوضع الحكومي، فأكد دريان "دعمه للحكومة"، لافتا الى ان "هذا الدعم يترافق مع الترقب لما ستقوم به هذه الحكومة بشكل سريع وملح". وأشار إلى أن "تحفظات البعض على الحكومة مهما كانت الاسباب لن يمنع إعطاءها الفرصة لتحقيق ما يتطلع اليه الشعب اللبناني".

وأبدى تفاؤلا حذرا من الوضع الداخلي، منتقدا "ارتباط البعض بأجندات خارجية"، وقال "عندما يعود كل اللبنانيين إلى لبنانيتهم وتعود كل الأحزاب إلى لبنانيتها نكون أمام موالاة ومعارضة طبيعية من أجل الوطن".

وعن سوريا، أكد المفتي "الوقوف إلى جانب الدولة السورية الجديدة"، مشددا على أن "لبنان كان دائما داعما لخيارات الشعب السوري"، داعيا إلى "احترام سيادة سوريا واستقرارها".

وأشار إلى أن "دار الفتوى واللبنانيين يقفون إلى جانب النازحين السوريين الذين ما زالوا يعيشون على الاراضي اللبنانية"، رافضا "أي تغول عليهم أو أي اعتداء من حرق لخيمهم أو ما يشابه ذلك".

وتحدث عن مدينة طرابلس والشمال، مؤكدا أنها "جزء أساسي من لبنان، فطرابلس ليست مدينة الإرهاب، بل هي مدينة العلم والوطنية والعروبة، وكانت وما زالت مدينة آمنة تحتضن جميع اللبنانيين". كما دعا إلى "تعزيز الأمن والاستقرار فيها"، محذرا من "محاولات البعض لتشويه سمعتها"، مؤكدا أن "الدولة يجب أن تتخذ إجراءات صارمة ضد من يحاول العبث بأمن المدينة".

ودعا إلى "التكاتف الوطني"، معتبرا أن "أي انحراف عن المسار الوطني الجامع سيعيد لبنان إلى دوامة الفوضى وعدم الاستقرار"، مطالبا "الجميع بتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية".