ذكر محافظ عكار عماد اللبكي في حديث إلى صحيفة "الأنباء" الكويتية، أن "الاشتباكات في الساحل السوري، ترتب عليها نزوح اكثر من 1500 عائلة سورية غالبيتها العظمى من الطائفة العلوية، وذلك من بوابة النهر الكبير عبر معابر غير شرعية، ومنها إلى منطقة السهل فمنطقة الدريب حيث تنتمي غالبية القرى إلى المذهب العلوي، الأمر الذي تداعت له بلديات المنطقة المذكورة، فسارعت بتوجيه مني إلى إحصاء أعداد النازحين وتقديم ما يتطلب من مستلزمات وخدمات إنسانية".
وأضاف: "مشهدية النزوح السوري الجديد إلى عكار مقلقة للغاية، سيما وان السواد الأعظم منها من عائلات مؤيدة لنظام بشار الأسد، يقابلها 200 ألف نازح في المخيمات من عائلات معادية له وداعمة للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع. وهذا يعني ان عكار اليوم امام قنبلة موقوتة استدعت مني التواصل بشكل مكثف مع قيادة الجيش وسائر الاجهزة الأمنية، لرصد أي تحرك مشبوه لدى النازحين من الطرفين، من شأنه افتعال مشكلة أمنية بينهما تدخل عكار في الجحيم".
وذكر اللبكي أن "المطلوب بإلحاح من الدولة اللبنانية، ضبط المعابر غير الشرعية لوقف النزوح باتجاه لبنان وتحديدا باتجاه عكار، وإصدار قرار حاسم من قبل وزير الداخلية وقيادة الجيش وسائر المسؤولين العسكريين والأمنيين بقطع دابر الفتنة قبل اندلاعها، خصوصا اننا أمام فريقين متعاديين، أي وجوب اصدار قرار بتكثيف عمليات الرصد والمراقبة للنازحين لاسيما لكل من يتراوح عمره من الذكور بين 18 و50 سنة".
وقال "الحل الأنسب لعكار وكل لبنان هو إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم اينما وجدوا على الأراضي اللبنانية، والى أي من الفريقين السوريين المتعاديين انتموا، خصوصا ان بقاءهم في لبنان لا يشكل فقط أعباء جسيمة على الاقتصاد اللبناني وعلى البنى التحتية للدولة، بل بات يهدد نتيجة اندلاع الحرب في الساحل السوري وتدفق المزيد من النازحين إلى عكار وكل لبنان، بنقل الاقتتال بين النظام الجديد وفلول نظام الأسد من الداخل السوري إلى الداخل اللبناني".
وطالب اللبكي الحكومة ومجلس النواب والمعنيين بمصير لبنان، "التحرك الفوري قبل فوات الأوان، خصوصا ان استمرار النزوح باتجاه لبنان يريح الداخل السوري فيما يثقل كاهل الدولة اللبنانية، علما ان الجيش اللبناني يقوم بواجبه على أكمل وجه لضبط الوضع ومنع انزلاقه إلى ما لا تحمد عقباه. وكذلك تجهد قوى الأمن الداخلي وسائر الأجهزة الأمنية في محاصرة مشهدية النزوح لإبقائها تحت السيطرة".
وأكد أن "أي فتنة تندلع في طرابلس بين جبل محسن من جهة وأي من المناطق المجاورة له من جهة ثانية، ستدخل الشمال في نفق مظلم، وبالتالي على المسؤولين في لبنان جميعهم أيا يكن موقعهم في السلطة رئاسات ونوابا ووزراء ومديرين عامين ومحافظين، ان يتنبهوا لخطورة المشهدية الراهنة، خصوصا ان كل نازح إلى لبنان، بسبب الخلافات بين السوريين، قد يكون بحد ذاته وفقا لمنطق الأمن الاحترازي قنبلة موقوتة. وعلينا بالتالي كلبنانيين مسؤولين امام الله والشعب والتاريخ ان نقف خلف الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وان نكون جاهزين بما لكل منا من سلطة وصلاحيات في التصدي لكل خطر يهدد أمن لبنان ومواطنيه".