أشارت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" إلى أن الصين ظلت محركا محوريا لنمو الاقتصاد العالمي لسنوات، موضحة أن الدورتين السنويتين لعام 2025 في الصين أكدتا على أن الاتجاه الأساسي للاقتصاد الصيني والمتمثل في النمو على المدى الطويل لم ولن يتغير، لافتة إلى أن هذه الثقة تبنع مما تتمتع به البلاد من نقاط القوة والمزايا المؤسسية وآليات الحوكمة الفعالة والمساحة الرحبة لمزيد من النمو وموجة الابتكار إضافة إلى الإصلاح والانفتاح.
وأوضحت أن الصين تتمتع بنقاط قوة مؤسسية متميزة. وتلعب القيادة الممركزة والموحدة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني دورا أساسيا لإتقان العمل الاقتصادي. وتتجلى للعيان قدرة البلاد على تعبئة الموارد لإكمال مهام رئيسية، ولا سيما في مجالات مثل البنية التحتية والابتكار التكنولوجي. كما يتمتع الاقتصاد الصيني بمزايا عديدة تظهر مرونته وإمكاناته.
وأشارت إلى أن الصين، مع عدد سكانها البالغ 1.4 مليار نسمة، تمتلك سوقا ذات حجم هائل للغاية وطلبا محليا قويا. وأصبحت قطاعات مثل الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الفضي واقتصاد الجليد والثلج من أبرز معالم المشهد الاستهلاكي. ويستمر سعي أبناء الشعب إلى حياة أفضل في إطلاق العنان لإمكانات النمو الاقتصادي.
ولفتت إلى أن النظام الصناعي الكامل للصين لا يوفر دعما قويا للتنمية الاقتصادية فقط، بل يضمن مساحة واسعة للمناورة للتعامل مع الأزمات والتحديات. كما تلعب آليات الحوكمة الفعالة دورا في تعزيز التنمية عالية الجودة للصين. فعلى سبيل المثال، يسهم التنسيق بين الحكومة المركزية والحكومات المحلية بشكل إيجابي في ضمان تنفيذ الإصلاحات بشكل مستهدف وفعال. كما يساعد التخطيط الطويل الأمد، مثل الخطط الخمسية، في تعزيز تنمية البلاد عبر قطاعات متنوعة.
وأوضحت أن البلاد تمر حاليا بتحسينات هيكلية وتشهد تشكيل محركات نمو جديدة، ما يخلق مساحة واسعة لمزيد من النمو. كما أن تضييق الفجوة التنموية بين المناطق الحضرية والريفية سيعزز النمو أيضا.
وأشارت إلى أن الصين ستضاعف جهودها لتطوير استراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار لدفع صناعات ناشئة مثل رحلات الفضاء التجارية واقتصاد الارتفاعات المنخفضة وتمكين الصناعات المستقبلية مثل التصنيع الحيوي والتكنولوجيا الكمية والذكاء الاصطناعي المتجسد وتكنولوجيا الجيل السادس. كما توفر مجموعة الكفاءات الضخمة في البلاد أساسا قويا من المواهب للابتكار والنمو. وفي عام 2024، بلغت كثافة البحث والتطوير في الصين 2.68 في المئة، لتحتل المرتبة الـ12 بين الدول الكبرى في العالم، كما أنه مستوى أعلى من المستوى المتوسط لدول الاتحاد الأوروبي.
وأضافت: "ظل الإصلاح والانفتاح مفتاحا للتنمية التي حققتها البلاد على مدار أكثر من 4 عقود مضت. وتعهدت البلاد بتعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل وتوسيع الانفتاح عالي المستوى. وفي الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني التي عقدت في يوليو الماضي، تم تحديد أكثر من 300 مهمة هامة للإصلاح، بهدف دفع تنمية اقتصادية عالية الجودة تتسم بقدر أكبر من التوازن والابتكار والتكامل والانفتاح".
وأكدت أن الاقتصاد الصيني يتميز بنمو سريع، ويتمتع بآفاق مشرقة لتحقيق تنمية عالية الجودة رائعة ومستدامة.