لم تعد النقاط الخمس المحتلة من الجيش الإسرائيلي، أيّ التي لم ينحسب منها في 18 شباط الماضي، على عددها، بل باتت اليوم أكثر من عشر نقاط بعد احتلال إسرائيل للمجيديّة ومزرعة بسطرة والقسم الشمالي اللبناني في الغجر، بالإضافة إلى شريط طولي بين كفركلا والعديسة والبطيشية، فضلاً عن مزارع شبعا السبعة اللبنانية وتلال كفرشوبا.

وفي ظلّ الخروقات الإسرائيلية لوقف اطلاق النار والقرار 1701 وتواصل الغارات وأعمال الجرف، فإن لبنان يطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي المحتلّة، ووقف الخروقات لاتفاق وقف اطلاق النار ومندرجات القرار 1701، وهو ما أكده رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في كلمته في القمة العربية في القاهرة.

وبحسب تقرير حصلت عليه "النشرة" من مصادر أمنيّة، فإن النقاط الخمس التي يتم التركيز عليها، هي: تلة الحمامص التي تبعد كيلومتر عن الخط الأزرق، وتقع في أعلى بلدة الخيام وتشرف على مستعمرة المطلة، الدواوير التي تقع على طريق مركبا حولا وتقابلها مستعمرة مرغليوت، جل الدير التي تقع جنوبي عيترون وتشرف على مستوطنتي افيفيم والمالكية ولديها رؤية لعمق الجولان، جبل بلاط الذي يقع بين راميا ومروحين ويشرف على مستعمرتي زرعيت وشوميرا ولجزء من الجليل الغربي، تلة اللبونة التي تبعد 300 متر عن الحدود وهي على امتداد المنطقة من خراج علما الشعب والناقورة، وهي عبارة عن مجموعة غابات كثيفة تشرف على الجهتين اللبنانية والفلسطينية المحتلتين وتقابلها مستعمرتي شلومي وحانيتا.

في هذا السياق، يطرح ممثل لبنان السابق لدى قوات "اليونيفل" العميد منير شحادة سؤالاً عن الحل بالنسبة إلى لبنان في حال بقاء إسرائيل في هذه النقاط، مشيراً إلى أنه على الصعيد السياسي للعهد الجديد، فور انسحاب إسرائيل من الجنوب وبقائها في هذه النقاط، حصل اجتماع في القصر الجمهوري، بحضور رئيس الجمهوريّة ورئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نواف سلام، حيث صدر بيان يؤكد أن لبنان يعتبر هذه النقاط محتلّة وسوف يقدّم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، كما يتحدّث عن اجبار إسرائيل على الانسحاب وعن حقّ للبنان باستعمال كافة الوسائل المتاحة لتحرير أرضه.

ويلفت إلى أنّ لبنان سيعتمد على الضغط والأسلوب الدبلوماسي والاتصالات الدولية، مع الدول الراعية لهذا الاتفاق والمجتمع الدولي، لانسحاب إسرائيل من هذه النقاط، أما بالنسبة إلى المقاومة فقد أعلن أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في خطاب التشييع للسيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، أنها ستطلب من الحكومة والدولة اللبنانية تحمّل مسؤولياتها لهذه الناحية، وتحتفظ بحقها باستعمال السبل التي تمتلكها لتحرير هذه الأرض.

وفي حين يذكّر شحادة بأن الإسرائيليين أعلنوا أنهم تلقّوا الضوء الأخضر من أميركا للبقاء في هذه النقاط، يوضح أنّه لم يصدر أيّ تعليق عن الإدارة الأميركية أو السفارة الأميركية بهذا الخصوص، ما يوحي بوجود موافقة على بقاء إسرائيل في هذه النقاط الخمسة أو السبعة والّتي أصبحت عشرة.

ويشير إلى أن إسرائيل تعلن أنّها بقيت في هذه النقاط لأنّها تتحكم من الناحية الاستراتيجية بمنطقة جنوب الليطاني، من الغرب حتى الشرق، وثانياً لحماية المستعمرات الشمالية، لكنّه يشدد على انتفاء هذا العذر لأنّه في العصر الحديث لم يعد هناك حاجة لأيّ جيش في العالم أن يتمركز على تلال كي يتحكّم بمحيطها، لوجود مسيّرات وأقمار اصطناعية وأسلحة ذكية، أما بالنسبة إلى ادّعائها بأنّها تحمي المستعمرات الشمالية، فهي لديها أكثر من 100 مركز تفصل بين الحدود اللبنانيّة والمستعمرات الإسرائيلية، وبالتالي هذا ادعاء لا يستقيم.