أشار السيّد علي فضل الله، في خطبة الجمعة الى "العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والمس بسيادته، الذي نشهده في الغارات التي يستهدف بها عمق المناطق اللبنانية في الجنوب وفي البقاع أو في عمليات الاغتيال والتمدد في الشريط الحدودي، فبعد الحديث عن خمس نقاط تمركز فيها العدو بات الحديث عن عشر نقاط يحتلها ولم يسلم من استهدافه الجيش اللبناني يأتي كل ذلك على مرأى ومسمع اللجنة المكلفة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والدول الراعية له، من دون أن يصدر عنها أي موقف إدانة لهذا العدو أو أية إجراءات رادعة توقف هذه الاعتداءات".
ولفت الخطيب الى ان "مثل هذا الصمت يشجع هذا العدو الاستمرار بالبقاء في المناطق التي يتمركز فيها وحتى التمدد خارجها على لسان رئيس وزراء العدو، حين قال أنه لن يتنازل عن السيطرة عن المواقع الخمس التي يحتلها وأن سياسته الهجومية التي يقوم بها لا تقتصر على سوريا بل على لبنان أيضاً، وليس بعيداً عما يجري، يأتي تصريح نائبة المبعوث الأمريكي بإنشاء مجموعات عمل دبلوماسية لحل المشكلات الحدودية مع العدو، والتي وإن كانت تبدو أمراً إيجابياً يعالج أزمة النقاط المختلف عليها بين لبنان والكيان الصهيوني، ولا سيما أنه استبق بمبادرة اعتبرت كحسن نية بإعادة عدد من المدنيين الذين اختطفهم العدو من داخل الأراضي اللبنانية، لكنها تحمل الخطورة لكونها تخفي نية مبيتة سرعان ما أظهرها المسؤولون الأميركيون حين تحدثوا عن لعمل على إلحاق لبنان بمسار التطبيع الذي يُعمل له على صعيد المنطقة، وذلك من خلال نقل المفاوضات التي كانت تجري إلى الجانب السياسي، وستكون لمصلحة الكيان الصهيوني وبالشروط التي يريدها بفعل الضغوط التي لا يزال يمارسها الكيان الصهيوني على هذا البلد، والتأييد الذي يحظى به".
واعتبر انه "أمام كل ما يجري، نعيد التأكيد على الدولة اللبنانية إلى القيام بمسؤوليتها لمواجهة الاعتداءات الصهيونية وعدم السكوت عليها، والحذر مما يبيته هذا العدو وممارسة كل الضغوط على الدول الضامنة للاتفاق بالقيام بدورها وعدم تحويل ما يجري إلى أمر واقع وطبيعي، والتشديد على أن لا يتم التعامل مع هذا البلد من موقع أنه المهزوم وإملاء القرارات التي تمس بسيادته وأمنه، فلبنان ليس ضعيفاً، ولا ينبغي أن يتم التعامل معه من هذا الموقع، بحيث لا يحقق العدو أهدافه من طريق الدبلوماسية الباردة بعدما فشل في تحقيقها من خلال الحرب الحارة.، وهنا ننوه بالموقف الرسمي الرافض للتطبيع وكل ما يؤدي إليه، وإبقاء أية مفاوضات إن هي جرت في إطارها الأمني والتقني لا السياسي".
وتابع :"لا ننكر حجم الضغوط التي تمارس على لبنان ونعي مدى مخاطرها، ولكن ذلك لا يدعو للرضوخ بقدر ما ينبغي العمل على مواجهة ذلك واستنفار كل عناصر القوة التي يمتلكها لبنان، ونحن على هذا الصعيد، ندعو مجدداً إلى تعزيز الوحدة الداخلية لمواجهة أية ضغوط تمارس على الدولة وعدم إدخال البلد بأية طروحات قد تهدد وحدته أو إفقاده أي عنصر من عناصر القوة، وإنه من المؤسف أن تتم الدعوة من قبل من هم في الحكومة بسحب سلاح المقاومة، في الوقت الذي لا يزال فيه العدو يشهر سلاحه في مواجهة هذا البلد ويمس بسيادته يومياً".
واكد |إننا لن نمانع بالحديث عن هذا السلاح في داخل الحكومة، لكن هذا يأتي بعد أن يكف هذا العدو عن تهديده لهذا البلد ويزيل احتلاله الجاثم عليه، إننا نريد أن تكون الأولوية لدى الحكومة بالمطالبة بنزع سلاح العدو الصهيوني من الأراضي اللبنانية وانسحابه منها وإزالة كل التداعيات التي نتجت من عدوانه وإعادة إعمار ما تهدم".