أشار رئيس الوزراء الأسبق ​فؤاد السنيورة​، خلال مشاركته في لقاء سياسي موسّع عُقد في دارة رئيس الحكومة السّابق نجيب ميقاتي في مدينة الميناء، للبحث في التّطوّرات الرّاهنة في ​لبنان​ وتداعيات الأحداث الجارية في ​سوريا​ على الواقع اللّبناني ولا سيّما على صعيد شمال لبنان، إلى أنّ "هذه القضايا تحتاج إلى موقف واضح وصريح ومُحب، ويجب أن نجد حلولًا للمسائل المطروحة بعد الأحداث الدّمويّة الّتي حصلت في سوريا، والتي نتج منها نزوح إلى لبنان".

ولفت إلى أنّه "يجب التّأكيد أيضًا على أهميّة الخطوات الّتي تقوم بها الحكومة السّوريّة الجديدة من أجل احتضان فئات المجتمع السّوري كافّة، وبالتّالي الحؤول دون المزيد من النّزوح. أيضًا، يجب معالجة المشكلات الّتي نتجت بسبب هذه الأحداث الدّامية، وكل من ارتكب أي جُرم بهذا الشّأن يجب أن ينال عقابه".

وأثنى السنيورة على "الدّور الّذي تقوم به الدّولة السّوريّة من أجل الحفاظ على سلامة التّراب السّوري، ويجب أن تكون السّلطة في سوريا تابعةً للسّلطة المركزيّة في دمشق"، مركّزًا على أنّ "تأكيدنا على وحدة سوريا هو تأكيد على العلاقة القويمة الّتي يجب أن تكون بين لبنان وسوريا، وأعتقد أنَّ هذه فرصة كبرى من بعد المأساة الّتي حصلت، وبالتّالي يجب تحويلها إلى فرصة حقيقيّة للبنان من أجل بناء علاقات قويمة وسليمة ونديّة ما بين لبنان وسوريا؛ قائمة على الاحترام المتبادل ما بين الدّولتين".

وأكّد "أنّنا وسوريا جيران وأشقّاء ولدينا مصالح مشتركة، وسوريا هي مدخلنا الوحيد البرّي إلى العالم العربي"، مبيّنًا أنّ "المناسبة هي أيضًا لبحث قضايا تتعلّق بالنّهوض بمنطقة طرابلس والشّمال، وهذا أمرٌ في غاية الأهميّة. يجب أن يكون هناك عمل مشترك مع الدّولة الّتي عليها أن توفّر المناخات الحقيقيّة والصّحيّة والمؤاتيّة لاستنهاض الوضع الاقتصادي في منطقة طرابلس والشّمال".

كما ذكر أنّ "هناك مشاريع بحاجة إلى تحريك، وبحاجة إلى تأليف مجالس إدارة وغيرها، ولكن أيضًا هناك دور ينبغي أن يقوم به القطاع الخاص"، مضيفًا: "جميعنا نعلم وضع الدّولة وماليّتها، وعلينا أن نحوّل الإمكانات الكامنة لدى طرابلس والشّمال إلى أعمال تنفيذيّة، وأعتقد أنّ هناك فرصة لهذا الزّواج الشّرعي الصّحيح بين الدّولة والقطاع الخاص في لبنان، من أجل استنهاض الوضع الاقتصادي في طرابلس والشّمال وفي كل لبنان".

وشدّد السنيورة على أنّ "هذه المرحلة شديدة الأهميّة، وعلينا أن نحوّل هذه الأزمات الّتي تعصف بنا إلى فرص مستجدّة، وأعتقد أنّ هناك إمكانيّةً للقيام بذلك".