لفت وزير الإعلام ​بول مرقص​، خلال إفطار أقامته رابطة أبناء بيروت بعنوان "إفطار أهل الخير"، إلى أنّ "هذا اللّقاء بمعناه العميق ليس مجرّد مناسبة اجتماعيّة، بل هو تأكيد أنّ ​لبنان​ كما بيروت، لا يقوم إلّا بوحدة أبنائه، ولا ينهض إلّا عندما تتقدّم مصلحة الوطن على كلّ الحسابات الضيّقة".

وأشار إلى أنّ "بيروت، هذه العاصمة الّتي لُقّبت بأمّ الشّرائع، حملت لبنان في قلبها. بالفعل إنّ شهر رمضان المبارك هو شهر التّأمّل والمراجعة، وفرصة لنا جميعًا لنعود إلى الأساس الّذي بُني عليه لبنان، الوحدة في التّنوّع والتّكامل بدل الصّراع؛ فعلًا لأنّ أبناءه يرفضون أن يكونوا أسرى للانقسامات".

وأكّد مرقص أنّه "لا يمكننا أن نبني دولةً إذا استمرّت عقليّة المحاصصة، وإذا بقي معيار الولاء السّياسي أقوى من معيار الكفاءة. لذلك، نقولها بكلّ وضوح: لا مكان في لبنان الجديد للمحاصصات، ولا مستقبل لهذه الدّولة إذا لم تكن أبوابها مفتوحة لكلّ من يملك القدرة على النّهوض بها".

وشدّد على أنّ "المرحلة المقبلة لن تُبنى على حسابات ضيّقة، ولن تُدار وفق منطق المصالح الخاصّة، بل وفق رؤية واضحة تجعل من لبنان دولة تحترم أبناءها، وتعطي كلّ صاحب حقّ حقّه، مهما كان انتماؤه، ومهما كانت خلفيّته. نحن اليوم أمام مسؤوليّة كبيرة، ليس فقط في إعادة بناء المؤسّسات، ولكن في استعادة الثّقة، ثقتكم وثقة العالم، في طمأنة كلّ مواطن بأنّ لبنان وطنه؛ وليس ملكًا لفئة أو حزب أو طائفة".

كما ركّز على أنّه "علينا أن نعيد إلى اللّبنانيّين الإيمان بأنّ الدّولة هي الحامي الوحيد، وأنّ القانون هو المرجعيّة الوحيدة، وأنّ العدالة هي الأساس الّذي ننهض به جميعًا"، لافتًا إلى أنّ "بيروت كانت النّموذج وستبقى، ومسؤوليّتنا اليوم أن نؤكّد أنّ لبنان لن يكون إلّا بلد الشّراكة الحقيقيّة، بلد المؤسّسات لا الزّعامات، وبلد الكفاءة لا المحسوبيّات".

وأوضح مرقص أنّ "هذا ما سنسعى إليه في العهد الجديد، وكحكومة وكوزراء نعدكم بذلك، بكلّ ما توفّر لدينا من وقت وطاقة وجهد، نحن نعد أن نبذل أقصى ما لدينا، وقتًا وجهدًا وسعيًا لتنفيذ خطاب القسم والبيان الوزاري".

من جهته، اعتبر أمين عام "تيار المستقبل" ​أحمد الحريري​، ممثّلًا رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، "أنّنا اليوم نعيش أيّامًا مباركةً مع عهد جديد بقيادة رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، مع عودة عربيّة كريمة تقودها السعودية، وسيعود لبنان يقف في مواجهة كلّ التّحدّيات مع النّهوض الاقتصادي وإصلاح وتطبيق القرارات الدّوليّة وإعادة الاعمار"، مشدّدًا على أنّ "أمام كلّ المتغيّرات لن يصحّ إلّا الصّحيح، ومنها سقوط رهانات وخيارات المحور الّذي تاجر بفلسطين وبلبنان وبسوريا والعراق وسقوط الرّئيس السّوري السّابق المجرم بشار الأسد".