أكد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، في كلمة له خلال المؤتمر التنظيمي السنوي أن "احتلال اسرائيل لأراضي لبنانية جديدة والسكوت عنه دوليا واستساغته داخليا يضع لبنان امام خطر مشروع اسرائيل التوسّعي الذي لم يوقفه اتفاق وقف اطلاق النار والقرار 1701".
ولفت باسيل الى ان "القرار الوطني الحر هو الذي يسمح بخطّة واجراءات حكومية فاعلة لإعادة النازحين السوريين لبلدهم، ويجعل رفض التوطين خطّة عمليّة وليس مجرد شعار، نقنع الدول فيها ونستعمل نقاط قوّتنا والحاجة لنا لتحقيقها، والقرار الوطني الحرّ هو الذي يجعلنا نضع شروطنا لسلام عادل يؤمن لنا حقوقنا، ويدفعنا للقيام بسياسة خارجية تحيّدنا عن الصراعات وتحمي لنا مصالحنا ومواردنا وسيادتنا، وسياسة داخلية تحفظ لنا كياننا وهويّتنا من الاندثار".
وشدد باسيل على ان "القرار الوطني الحرّ هو الذي يجعلنا نعالج موضوع السلاح ، اي سلاح، بحسّ سيادي مسؤول، كي تحتكر الدولة وحدها السلاح وتبسط سلطتها على اراضيها، ولكن ايضا لتعرف الدولة كيف تستفيد من هذا السلاح لتتمكن من الدفاع عن لبنان وحمايته بقرار حرب وسلم هي تملكهم. الحرب عندما تعتدي علينا اسرائيل وتحتل ارضنا، والسلم عندمات بتنسحب اسرائيل من ارضنا وتعطينا كل حقوقنا".
ورأى أن "القرار الوطني الحرّ هو الذي يسمح للبنان باستخراج نفطه وغازه من دون انتظار السماح الخارجي، ويتخطى المعوقات الداخلية المصطنعة، وهو الذي يسمح لنا بالقيام بالاصلاحات اللازمة وليس بالانصياع لشروط الخارج ولكن لوقف انهيار اقتصادنا وماليّتنا ولإعادة هيكلتهما وهيكلة مصارفنا واستعادة اموالنا المنهوبة والمهرّبة".
وأكد باسيل "اننا خارج الحكومة لسببين، الاوّل لأن حريّة قرارنا لا تسمح لنا بقبول انّ يسمّي أحد عنّا كما وافق غيرنا، ولا تسمح لنا بقبول نقص تمثيل المجتمع الذي نمثله كمت فعل غيرنا في العام 2005، وعاد وفعلها بالـ 2025. فرّط بالحقوق التي استعدناها فقط ليكون هو "جوّا ونحنا برّا "
وتابع :"نحن خارج الحكومة لأنهم يخافون من قرارنا الوطني الحرّ، وقد اثبتنا اننا الوحيدين الذين لم نتأثر بموجة الضغط على لبنان وبالموجة العالية كما أسمّوها ولا شعرنا بأننا مضغوطين لنقول لا للقريب والبعيد. "اذا صديقك ما فيك تقول له لا انت ومرتاح، معناه منّو صديق بل معلّم" نحن لدينا اصدقاء بالعالم وليس "معلّمين"، لهذا نقول لهم لا ونحن ومرتاحون".
ورأى باسيل ان "المعارضة ليست نكدا أو تخريبا، المعارضة تكون حافزا للحكومة والعهد لكي ينجحوا، لأنّها تراقب، وتسائل، وتحذّر وتصحّح ولا تعترض لتعترض، ولا ترفض لترفض، بل يكون عندها بدائل، ولهذا سيكون لنا حكومة ظل تتابع كل وزارة بشكل موضوعي وتساعد الوزير وتشجّعه وتنتقده عند اللزوم".
وتابع :"يا كلّ من افشلتم لبنان بحقدكم على ميشال عون والتيار، اخرجوا من الحقد ولا تتسبّبوا بفشل جديد للبنان ولرئيسه الجديد، اجعلوا من بداية العهد فرصة للإنقاذ لأننا امام دولة مهدّدة بالإندثار اذا ما تجرأتم على اتخاذ القرار الحرّ بعملكم، ولبنان امام اخطار وجودية، ولا يستطيع أن يبقى محتلّا ومن دون اعمار، جنبّونا ثورة داخلية طائفية! ولبنان لا يقدر ان يبقى ساحة تناحر طوائفي تتغذى من سوريا والمنطقة، جنّبونا فتنة اهلية".
واضاف :"يجب أن يبقى لبنان دولة مركزية بقرارها السياسي والخارجي والدفاعي ولكن لا يستطيع ان يبقى من دون لامركزية موسّعة، اللامركزية ليست تقسيما ولا انفصال ولكنّها انماء عادل يفيد كل المناطق
وفي سياق اخر قال باسيل :"انتم كنتم مع سوريا ونظامها عندما كانت في لبنان (كلّكن يعني كلّكن كنتوا معها، واحسن ما حدا يذكّرنا بالماضي)، واصبحتهم ضدّها عندما خرجت من لبنان وعملتم ضد نظامها ليسقط؛ والان سقط. يعني بتبسيط، نحن كنا ضد سوريا عندما كانت بلبنان وصرنا معها عندما خرجت، وانتم كنتوا معها بلبنان واصبحتهم ضدّها عندما خرجت".
وتابع :"اليوم الجيش السوري خرج ونظام الأسد سقط ونحن امام احتلال من نوع ثاني هو النازحين، لأن عندما يكون هناك شعب ثاني اكثر من نصف شعبك موجود على ارضك، وليس لديه سبب للبقاء وانت لا تريده ان يبقى، ولا يخرج طوعاً، يكون اسمه احتلال".
ولفت الى "اننا نتحدث عن شعب نزح اليك بسبب نظام سقط وليس لديه سبب للبقاء وليس لديه اوراق شرعية لبقائه ولا قانون لبناني او دولي يسمح له بالبقاء!! لماذا نختلف على وجوب خروجه فوراً من بلدنا؟ بوجود نظام الأسد يأتينا نازحين مئات الألوف من سوريا هرباً منه، وبسقوط نظام الأسد يأتينا نازحين بالألوف من سوريا هرباً من النظام الجديد، لذا نطالب بخروج جيش النازحين السوري من لبنان".
وشدد على "اننا لا نتفرّج ولا نسكت على المؤامرة الدولية التي تسمح بتوطين النازحين في لبنان، لأن قرارنا وطني حرّ".