رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أن كل الاختبارات الصعبة التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية تشير إلى أن الوصول إلى تسوية للأزمات الإقليمية المختلفة يمثل الركيزة الأساسية التي يمكن من خلالها تحقيق الاستقرار في المنطقة، وكانت مصر من أوائل الدول التي تبنت هذا المبدأ وسعت إلى تنفيذه في كل مرة تواجه فيها المنطقة أحد هذه الاختبارات.
وأوضحت أن تعويل مصر على الدور الذى يمكن أن يقوم به البرنامج الإنمائي يؤكد من جديد إحدى السمات الرئيسية للسياسة الخارجية المصرية، التي تقوم على أن استمرار الأزمات الإقليمية على حالها دون الوصول إلى تسوية لها يوفر البيئة المناسبة لنشر الفوضى وعدم الاستقرار.
وأشارت إلى أن هذه الحقيقة بدت واضحة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. إذ إن استمرار هذه القضية بلا تسوية على مدى العقود الماضية كان السبب الرئيسي في نشوب حروب وأزمات متعددة لم تنته إلى تسوية نهائية تقضي بإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا المبدأ تحديداً كفيل بتعزيز أى تسوية يمكن أن يتم اعتمادها لهذه القضية.
واعتبرت أنه كما أنه فضلاً عن ذلك يمكن أن يسهم في تحقيق أهداف أخرى تكتسب أهمية خاصة، مثل وقف التدخلات الإقليمية من جانب جهات وقوى تستغل دائماً استمرار الأزمة على حالها من أجل الترويج لخطاب أممي عابر للحدود تحاول من خلاله التمدد والتحول إلى رقم مهم في تلك القضية.
ورأت أن ذلك كله مرهون في النهاية بتوافر إرادة دولية للوصول إلى تسوية للقضية الفلسطينية والضغط على إسرائيل من أجل التوقف عن ممارستها الحالية التي كانت السبب الرئيسي وراء تصاعد حدة الأزمة الأخيرة.