أشار الرّئيس العام للرّهبانيّة المارونيّة المريميّة الأباتي ​إدمون رزق​، خلال ترؤّسه وفدًا من الرّهبنة زار رئيس الجمهوريّة ​جوزاف عون​، مهنّئًا بانتخابه رئيسًا وعارضًا لما تقوم به الرّهبنة لا سيّما في المجالات العلميّة والتّربويّة، إلى أنّه "يطيب لي باسم اخوتي الأباء والمدبّرين العامّين وعموم أبناء الرّهبانيّة المارونيّة المريميّة في ​لبنان​ وبلدان الانتشار، رفع الشّكر للرّب على انتخابكم على رأس الجمهوريّة اللّبنانيّة، بعد سنوات الفراغ الّتي كادت أن تدمّر البشر والحجر. ونصلّي معكم ومن أجلكم كي يسدّد الله خطاكم، لما فيه خير وطننا لبنان".

وأعرب عن أمله في أن "يعود درّة الشّرق كما وعد الأب الحبيس أنطون طربيه، الّذي نرجو إعلان قداسته في عهدكم، حين قال منذ أكثر من خمس عشرة سنة، إنّه سيأتي اليوم الّذي سيُقال فيه "نيّال من له مرقد عنزة في جبل لبنان".

ولفت رزق إلى أنّ "الرّهبانيّة المارونيّة المريميّة تأسّست سنة 1695، وهي أم الرهبانيّات المارونيّة وملهمة العديد من الرهبانيّات المشرقيّة، لتكون في خدمة لبنان وشعبه. ولا يزال الختم الّذي استعمله الرّئيس العام الأوّل على الرّهبانيّة، شاهدًا على الارتباط الوثيق مع لبنان ومع أرزة لبنان".

وسلّط الضّوء على "بعض المحطّات من تاريخ رهبانيّتنا، الّتي أعطت ولا تزال تعطي عبر مختلف المجالات الرعويّة والرّهبانيّة والتّربويّة والفكريّة والكنسيّة، وجوهًا وقامات يفتخر بها الوطن"، مركّزًا على "أنّنا نتوقّف باعتزاز عند الدّور الكبير الّذي لعبته الرّهبانيّة في سبيل انعقاد المجمع اللّبناني في رحاب دير سيدة اللويزة- مقر الرئاسة العامة سنة 1736 ومجمع اللويزة سنة 1818، واجتماعات مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في ثمانينيّات القرن الماضي، وإلى غيرها من المحطّات الوطنيّة والمارونيّة المشرّفة".

كما أوضح أنّ "الرهبانيّة سعت منذ السّنوات الأولى لتأسيسها إلى الانطلاق خارج لبنان، في سبيل خدمة الموارنة والكنيسة، فكانت الانطلاقة إلى روما سنة 1707، حيث لا يزال ديرها شاهدًا على محطّات ناصعة من تاريخ لبنان، ومن ثمّ إلى مصر سنة 1745".

وذكر رزق أنّ "الرّهبانيّة اهتمّت منذ فجر تأسيسها بتوفير التّربية والعلم لأبناء شعبنا، جادّة في نقل المعرفة والعلم من دون تفرقة، والعمل في سبيل إبقاء شعلة الارتباط بلبنان مستعرة، وصولًا إلى أميركا اللاتينيّة وأفريقيا. ومنذ سنوات بدأنا العمل إلى جانب أبناء شعبنا في أستراليا".

وشدّد على أنّ "رهباننا تمكّنوا وخلال ثلاثة قرون ونيف، من المحافظة على الودائع الّتي سلّمها المؤسّسون، وأحسنوا المتاجرة بالوزنات، ساعين بكل جهد إلى تطوير العمل المؤسّساتي، فحوّلوا مدارس تحت السنديانة إلى صروح تربويّة فأنشأوا المدارس في لبنان وعالم الإنتشار، وجامعة سبق أن استقبلتم رئيسها وهيئتها الأكاديمية والإداريّة، ونأمل أن تكون موضع اهتمام منكم في مختلف الحقول والكليّات والمعاهد في عهدكم الميمون، وبالاستحصال على الترخيص لعدد من الكليّات الجديدة؛ للمساهمة معكم وإلى جانبكم في الحد من هجرة الأدمغة والشّباب اللّبناني".

وتوجّه إلى الرّئيس عون، قائلًا: "إنّ تبوؤكم منصب رئاسة الجمهوريّة في هذه الظّروف الصّعبة الّتي يمرّ بها لبنان، شكّل ارتياحًا في مختلف الأوساط، لا سيّما من خلال خطاب القسم -خارطة الطّريق- للنّهوض بوطننا وإعادته إلى لعب الدّور المرجو منه في العالم العربي والأسرة الدّوليّة".