شدّد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب حسن عز الدين، على أنّ "العدو الإسرائيلي تفلّت من كلّ الإتفاقيّات ولا يعنيه التّفاهم شيئًا، وهو إنّما ينطلق في ذلك من مبدأ أنّ ميزان القوى قد اختل لمصلحته، ما يمنحه القدرة على العمل مطلق اليدين، والقيام بما يريده وبما يستطيع عليه".
وأوضح، خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" لعنصرَيه الرّاحلَين علي حسن شقير وكرار علي علي، في بلدة تولين الجنوبيّة، أنّ "لهذا، يقوم العدو بالاعتداءات يوميًّا إمّا من خلال تنفيذ عمليّات الاستهداف للسّيّارات المدنيّة عبر المسيّرات، الّتي ينتج عنها ارتقاء شهداء من المواطنين اللّبنانيّين، وإمّا من خلال الاعتداء بغارات الطّيران الحربي الّتي تستهدف القرى".
وأكّد عز الدّين أنّ "هذه الممارسات بما تمثّله من عنف وإرهاب وعدوان يومي على لبنان، إنّما تشكّل انتهاكًا للسّيادة اللّبنانيّة وللأرض اللّبنانيّة وللاتفاقيّات والتّفاهمات الّتي أُبرمت، والّتي يضربها عرض الحائط"، جازمًا أنّ "هذا العدوان بالتّأكيد لن يبقى ولن يستمر إلى الأبد، وهذه الممارسات بالحقيقة تستوجب على الدولة اللبنانية حماية أهلها وناسها وشعبها ومواطنيها، وتأمين الحماية لهم من خلال الطّرق الدّبلوماسيّة مع أصدقائهم وحلفائهم والمجتمع الدولي".
وركّز على أنّه "إذا لم يتحقّق أثر لهذه العلاقات والدّبلوماسيّة، فسيكون من حقّ شعبنا وأهلنا وناسنا أن يمارسوا ما يستطيعون في مواجهة هذا العدو، لوضع حدّ له ولممارساته، لأنّ بقاء هذه الاعتداءات اليوميّة الّتي يسقط فيها شهداء وتنتهك السّيادة والأرض والاستقلال والكرامة الوطنيّة هو أمر مرفوض. كما أنّ الجيش اللبناني يرفضه، وهو على استعداد للقيام بواجبه الوطني ومسؤوليّته في حماية النّاس والدّفاع عن هذا الوطن".
كما أعلن أنّ "المقاومة لن تبقي الأمور على ما هي فيما لو تقاعست الحكومة ولم تقم بواجبها ومسؤوليّتها الوطنيّة، وهذه المقاومة لن تسمح بترسيخ معادلات جديدة يريد أن يفرضها العدو على لبنان وعلى اللّبنانيّين وعلى أهلنا وعلى المقاومة".
وأشار عز الدّين إلى أنّ "لذلك هذه فرصة للدّولة وللحكومة، وفي نهاية المطاف سيكون لها وقت، وسنجد فيما بعد أنّ المقاومة هي الّتي ستتصرّف من خلال قيادتها وحكمة وشجاعة قيادتها، وستقوم بمسؤوليّتها وواجباتها الوطنيّة في هذا البلد، وفي الوقت المناسب".
وعمّا يُثار في مسألة التّطبيع مع إسرائيل، لفت إلى أنّ "العدو الصّهيوني وبالتّنسيق مع الأميركي، يعمل على جسّ النّبض حول النّقاط المحتلّة والمختلف عليها عند الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلّة، وهو يريد أن يكون هناك تفاوض ولجان دبلوماسيّة وسياسيّة تجلس على طاولة واحدة للبحث فيها؛ وليرى ما إذا كان التّطبيع سيمر".
وأضاف: "أمام هذه المحاولات، على الحكومة اللّبنانيّة أن تقدّم الموقف، ونحن ننصح بعدم الانزلاق إلى ما يريده العدو على الإطلاق، حتّى لا نصل في نهاية المرحلة لشيء من هذا التّطبيع. وقبل أن يخرج العدو من هذه الأرض، يجب أن تفرض الحكومة شروطها، وإلّا فإنّ أي تفاوض في هذا السّياق سيكون مدانًا ومورد تشكيك حتّى لا نصل إلى ما لا تحمد عقباه".
إلى ذلك شدّد عز الدّين على أنّ "الإعمار أيضًا جزء لا يتجزّأ من الإصلاح والإنقاذ، وكما أنّ من واجب الحكومة أن تقوم بالإصلاحات المطلوبة لإنقاذ الوضع الّذي يعيشه لبنان ونخرج لبنان من هذه الأوضاع المتردّية، يجب أن يكون الإعمار أيضًا جزءًا لا يتجزّأ من مهمّة الدّولة ومسؤوليّتها، لأنّ هذا العدو هو الّذي دمّر وقام بعدوانه وإجرامه وقتل الأبرياء واتركب الجرائم وهدّم البيوت وجرف المزروعات ودمّر البنى التحتيّة في بعض الأماكن، لا سيما من الناقورة إلى مزارع شبعا المحتلة".
وأكّد أنّ "الإعمار وإعادة الإعمار هما جزء لا يتجزّأ من مهمّة الحكومة، الّتي التزمت ببيانها الوزاري الّذي نالت الثّقة على أساسه، ولا تستطيع أن تتنصّل من مسؤوليّتها الوطنيّة وواجبتها الّتي يجب أن تقوم بها".
وختم: "في الوقت الّذي نقف فيه إلى جانب الحكومة ونضغط عليها من أجل أن تقوم بمسؤوليتها، إنّ "حزب الله" والمقاومة لن يتخلّيا عن إعادة الإعمار والبناء إذا قصّرت الحكومة في مكان ما، لأنّ هذا العهد قطعه الأمين العام السّابق لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله قبل استشهاده بأنّ ما دمّره العدو سنعيده أجمل ممّا كان، وقد عاد وأكد عليه الأمين العام الشّيخ نعيم قاسم، عندما قال إنّنا سنعيد البناء والإعمار جنبًا إلى جنب مع الدّولة وبالتّنسيق والتّكامل معها".