أشار رئيس بلدية طرابلس ​رياض يمق​، خلال مشاركته وأعضاء من مجلس البلديّة، في وقفة احتجاجيّة نفّذتها الهيئتان الإداريّة والتّعليميّة في مدرسة الجديدة الرّسميّة بالتّعاون بلدية طرابلس، على مقتل الطّفل شادي يوسف (12 عامًا)، بطلقة رصاص أمام محل بيع الدجاج في الزاهرية، إلى أنّ "مشاركتنا معكم في هذه الوقفة التّضامنيّة الاحتجاجيّة هي لتأكيد أحقيّة الهدف من إقامتها، وتعزيز فرص نجاحها وتحقيق أهدافها، وبالتّالي تسليط الضّوء على مظلوميّة المواطنين".

وشدّد على أنّ "الانفلات الأمني ليلًا ونهارًا حوّل عاصمة الشّمال ومدن الفيحاء، الميناء، القلمون، البداوي وادي النحلة والمنكوبين والجوار، وصولًا إلى مدن وقرى المنية والضنية وعكار، إلى ساحات حرب مأسويّة، تحصد في حصيلة شبه يوميّة شهداء وجرحى من خيرة الشّباب، تحت عنوان الرّصاص الطّائش والسّلاح المتفلّت".

ولفت يمق إلى "أنّني لن أعدّد حالات التّفلّت الأمني والقتل في مدن الفيحاء مع بشاعتها وواقعها السيّئ، إلّا أنّني أتوقّف عند الحادث المأسوي الّذي نحن بصدده احتجاجًا، والّذي أدّى إلى استشهاد الطّفل شادي يوسف البالغ من العمر 12 عامًا، متأثّرًا بجراحه إثر إصابته بطلق ناري في رأسه، عندما أطلق أحدهم النّار من مسدّسه الحربي، بسبب عدم حصوله على نصف فروج. قيمة روح طفل نصف فروج!".

وتساءل: "هل يُعقل أن نطلق النّار لهذا السّبب؟ وما هي النّتيجة؟ كارثة حلّت بعائلة طرابلسيّة آمنة، بفقدان فلذة كبدها"، مؤكّدًا "أنّنا لسنا قتلة وقطاع طرق ونشل وتشليح وتشبيح. للأسف الشّديد، كل يوم هناك اشتباكات وإطلاق نار وقتلى وجرحى، وخسائر في الممتلكات دون أي سبب منطقي يعقله الإنسان، واليوم نحن أمام اختبار بعد الإجراءات المشدّدة للقوى الأمنيّة والأجهزة الإداريّة، الّتي انتظمت دورتها المؤسّساتيّة، بعد انتخاب رئيس للجمهوريّة ورئيس للحكومة وتشكيل الحكومة؛ ويجب أن يكون زمن التّوظيف السّياسي للمدينة قد انتهى".

وأوضح أنّ "الجيش والقوى الأمنية يقومان بحزم في تنفيذ خططهما الخاصّة في مدن الفيحاء، لكن لا يزال الأمن ناقصًا مع استمرار التعدّيات"، مطالبًا بـ"تضافر جهود الجميع قيادات سياسيّة وزراء ونوّاب وفاعليّات وسلطة محليّة وأمنيّة، وزيادة عديد قوى الأمن والجيش، وكشف كل من يضخّ السّلاح ويروّج المخدّرات في المدارس والمعاهد التّربويّة والجامعات الرّسميّة والخاصّة، وتقوية البرامج التّوعويّة والإرشاديّة؛ مع إجباريّة التّعليم الابتدائي والتّكميلي لبناء جيل مثقّف وواع كونهم نصف الحاضر وكل المستقبل".

كما طالب يمق، كلّ المعنيّين بـ"ضرورة الحفاظ على دماء المواطنين وأرواحهم وأرزاقهم، وحماية مدن الفيحاء من الّذين يحيكون المؤامرات لنسف أمنها وأمانها والتّلاعب بمصيرها، والعمل على تطبيق الأحكام العادلة، وكما يقال ظلم بالسويّة عدل بالرّعيّة، لأنّ العدل هو أساس الملك وهو الكفيل بردع القتلة والخارجين عن القانون".