أشار وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، في كلمة خلال مؤتمر بروكسل التاسع، الى أن "لبنان يأمل أن تكون هذه الدورة الأخيرة التي يتمّ عقدها في بروكسل، لا سيما وأن كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي صرّحوا بأن الدورة القادمة ستكون في دمشق، مما يشير إلى أن الظروف أصبحت أخيرًا مناسبة لعودة اللاجئين".

ولفت رجي، الى أنه "لأكثر من عقد، تحمل لبنان عبئًا غير متناسب، إذ يشكّل اللاجئون السوريون ما يقرب من ربع سكانه، مما تسببّ بضغط على اقتصاده وبنيته التحتية وخدماته العامة".

ذكر أنه "على الرغم من تلك التحديات، بقينا ملتزمين بقيمنا الإنسانية. أمّا اليوم، فقد حان الوقت لاتباع نهج سريع ومتدرج ومنسّق لمعالجة هذه الأزمة بطريقة تعكس المشهد الجيوسياسي المتغيّر في سوريا".

ورأى أن "الوضع تغّير جذريًا منذ سقوط نظام الأسد. لسنوات، أدى عدم اليقين وعدم الاستقرار إلى تعقيد المناقشات حول العودة. إلا أننّا اليوم، نشهد على واقع جديد - بحيث يُعرب السوريون أنفسهم، وبأعداد متزايدة، عن رغبتهم في العودة والمشاركة في صنع مستقبل بلادهم".

وقال "لم يكن لبنان يومًا، ولا هو اليوم، بلد لجوء أو ملجأ - لا بموجب القانون الدولي ولا وفقًا لقوانيننا الوطنية. ومع ذلك، ورغم ذلك، فتح لبنان أبوابه واستقبل السوريين لأسباب إنسانية، متحملًا عبئًا يفوق طاقته بكثير. اليوم لم يعد لاستمرار إقامة اللاجئين السوريين في لبنان مبررًا قانونيًا، حيث تغيّرت الظروف التي قد تكون برّرت إقامتهم سابقًا".

واعتبر رجي، أن "رفع العقوبات عن القطاعات الرئيسية في سوريا أمرٌ بالغ الأهمية للانتقال من مرحلة التعافي المبكر إلى إعادة الإعمار الشاملة. لقد حان الوقت لدعم السوريين داخل سوريا".

وتابع "يُقدِّر لبنان دعم المفوضية العليا للاجئين، على الرغم من اختلافاتنا. كما نُدرك الدور الهام الذي تلعبه منظمات الأمم المتحدة في مواجهة تحديات النزوح، ونؤكد استعدادنا للتعاون في إطار مشاريع تجريبية داخل سوريا تُعدّ نماذج للعودة".

ولفت الى أن "الواقع في لبنان صعب للغاية أيضًا، خاصة بعد حرب السنة الماضية: قرى بأكملها لم تعد موجودة، وشريحة كاملة من شعبنا تشعر بالإهمال. يريد لبنان مداواة جراحه وإعادة بناء نفسه، وهذا يعني أيضًا الابتعاد عن حروب الآخرين وعن المعاناة السورية االتي طالت".

وأكد على أن "عودة اللاجئين السوريين ليست ممكنة فحسب، بل هي باتت واجبة. إن إطالة أمد نزوحهم يخالف المنطق السياسي، ولا يُؤدّي إلا إلى استمرار وتعميق مأساتهم. تتطلب عودتهم أكثر من مجرد مساعدات إنسانية؛ هي تتطلّب تحوّلاتٍ سياسيةً حاسمةً تُؤدّي إلى حلولٍ دائمة".

وقال "فليكن مؤتمر بروكسل التاسع هو اللحظة التي نتوقف فيها عن إدارة الأزمة ونبدأ بحلّها، لأنّ أيّ شيءٍ أقلّ من ذلك هو فشلٌ سياسي وقصورمبدئي".