علمت "النشرة" أنّ الجيش اللّبناني يستقدم تعزيزات عسكريّة وسلاحًا ثقيلًا إلى الحدود مع سوريا من جهة الهرمل، خصوصًا بعدما حشد مسلّحو "هيئة تحرير الشّام" أعدادًا كبيرةً من المسلّحين، ودخلوا إلى بلدة حوش السيد علي بعد قصف صاروخي ومدفعي عنيف، في السّاعات الماضية.
ويتولّى الجيش اللبناني مسؤوليّة الدّفاع عن القرى والبلدات اللّبنانيّة على الحدود الشّرقيّة والشّرقيّة الشّماليّة، بتوجيه من رئيس الجمهوريّة جوزاف عون الّذي يبدي اهتمامه لمنع اعتداء المسلّحين السّوريّين على أبناء المناطق الحدوديّة اللّبنانيّة.
وتُعتبر أحداث الحدود هي أوّل تحدّ يواجهه العهد الجديد في لبنان، في تكرار لمشهد المواجهات الّتي كان يخوضها الجيش اللّبناني ضدّ مسلّحي "جبهة النصرة" منذ عشرة أعوام، خصوصًا أنّ تلك المجموعات هي نفسها الّتي صارت "هيئة تحرير الشام" وقوّات وزارة الدّفاع السّوريّة الجديدة.
وبحسب المعلومات، فإنّ المسلّحين السّوريّين هم مجموعات إسلاميّة متطرّفة، كالّتي دخلت إلى مناطق السّاحل السّوري وقامت بارتكاب مجازر جماعيّة، وليسوا جيشًا نظاميًّا. علمًا أنّ تلك المجموعات هي الّتي سيطرت على أسلحة الجيش السّوري بعد انهياره إثر سقوط نظام البعث، ولا وجود لجيش سوري نظامي حتّى الآن، بل مجموعات إسلاميّة متطرّفة تنتشر على طول الحدود اللّبنانيّة، وتستدعي تعزيزات من إدلب ومحيطها.
وكانت العشائر في الهرمل تصدّ محاولات المسلّحين السّوريّين أمس، للتّقدّم نحو مناطق لبنانيّة، بعدما سقط ثلاثة قتلى من المسلّحين إثر محاولة مجموعة منهم سرقة قطيع غنم يملكه مزارعون لبنانيّون.
ومن المستغرب أنّ دمشق قامت باعتبار سارقي الأغنام ينتمون إلى قوّاتها العسكريّة، وادّعت أنّها تحارب "حزب الله"، ونظّمت حملةً مسلّحةً من المتطرّفين للهجوم على المناطق اللّبنانيّة، ممّا أدّى إلى سقوط ضحايا وتضرّر أملاك ومنازل.
وتُضاف هذه المحطّة إلى سلسلة إخفاقات يسقط فيها الحكم السّوري الجديد، بعد ارتكابه مجازر السّاحل بحقّ العلويّين، وهو ما بات يدفع ثمنه دوليًّا، علمًا أنّ لبنان يقف إلى جانب سوريا، ويشارك حاليًّا وزير الخارجيّة اللّبنانيّة يوسف رجي الموجود في بروكسل، في المؤتمر التّاسع الّذي ينظّمه الاتحاد الأوروبي "لدعم مستقبل سوريا".