اكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام "اننا سنبقى دائمًا إلى جانب كل لبناني يؤمن بأن الدولة هي الملاذ الأول والأخير"، مشددا على ان "تأمين الإنسحاب الإسرائيلي أولوية، وإطلاق ورشة إعادة الإعمار في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت أولوية، وتأمين الكهرباء أولوية، والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي أولوية، واستقلال القضاء أولوية، وإصلاح الادارة اولوية، وانصاف المودعين وهيكلة المصارف وإعادة رسملتها واستجلاب المستثمرين أولوية، والتزام برنامج مساعدات العائلات الفقيرة أولوية، على أن الأولوية المطلقة تبقى للعمل على إعادة بناء الدولة، بإداراتها ومؤسساتها، وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية، كما نص عليه اتفاق الطائف، مما يشعر مواطنينا بالأمن والأمان، ويعزز الاستقرار، ويطمئن بيئة الاعمال، وهي كلها شروط ضرورية للنهوض باقتصادنا وتوفير فرص عمل لأبنائنا".

ولفت سلام خلال مشاركته في إفطار "دار الإيتام الإسلامية"، الى انه لن أتحدث عن برنامج أولويات لحكومتنا التي أطلقت عليها تسمية "حكومة الإصلاح والإنقاذ"، فمعالجة كل أمراض جسمنا العليل تعتبر أولوية، لذلك سنعمل بطريقة الخطوط المتوازية لنستطيع إنجاز أكثر من ملف في أسرع وقت ممكن. واكد ان "من أهم مقومات الإستقرار الإجتماعي العمل بجدّية لتحقيق الإنماء المتوازن، خاصة في المناطق المحرومة تاريخياً، من عكار شمالاً إلى الناقورة والقرى المنكوبة جنوباً، وصولاً إلى بعلبك والهرمل شرقاً. نريد لأبناء هذه المناطق أن يعيشوا في كنف الدولة العادلة والقادرة على تلبية حاجاتهم الإنمائية، ويتمتعوا بحياة كريمة في مناطقهم".

واوضح بانه "في الشمال نستعد لتفعيل المنطقة الإقتصادية وتشغيل مطار القليعات الذي يوفر آلاف الوظائف لأبناء المنطقة. في الجنوب سنعيد إعمار القرى المهدمة بأسرع مما يتصوره كثيرون من خلال دعم ومساعدات الأشقاء والأصدقاء. وفي البقاع سنشجع الزراعات ذات الإنتاجية المميزة والمردود المالي العالي لأهلنا في محافظة بعلبك والهرمل، ليعيشوا حياة هانئة، بعيدة عن أجواء القلق والخوف التي عانت من ويلاتها أجيال وأجيال. ​وكل ذلك لا يعني أننا سنهمل المناطق اللبنانية الأخرى، التي تبقى بحاجة لوجود الدولة في يومياتها، وخاصة بيروت الحبيبة التي تعاني، وللأسف كثيرا، من تدني مستوى الخدمات فيها، بما لا يليق بعاصمة الوطن التي تحتضن مع ضواحيها نصف سكان لبنان".

واردف: "أيها الأحبة، وللشباب حصة كبيرة من تفكيرنا، حيث يعتبر لبنان أحد أهم الدول التي تصدر الكفاءات العلمية الشابة إلى أسواق العمل الإقليمية والعالمية. ونادراً ما نجد عائلة في لبنان تعيش مع أولادها بعد تخرجهم من الجامعات، حيث يحمل الشباب شهاداتهم بيد، وحقيبة السفر باليد الأخرى، بحثاً عن فرص عمل واعدة، وحياة آمنة ومستقرة. أن التركيز على إيجاد فرص عمل للشباب، ليشاركوا في بناء الوطن وتطوره يجب أن يكون في صميم المهمات الوطنية لأية حكومة لبنانية. لقد وعدنا في البيان الوزاري لحكومتنا باستكمال تطبيق ما لم ينفذ بعد من اتفاق الطائف ومنه الهيئة الوطنية المولجة البحث في سبل الإلغاء التدريجي للطائفية السياسية، التي نصت عليها المادة ٩٥ من الدستور، وذلك للعمل على إستئصال آفة الطائفية الذي تضرب الحياة الوطنية، وتعطل طموح الشباب في الوصول إلى دولة القانون والمؤسسات القائمة على العدالة والمساواة بين المواطنين، والتي تعتمد الشهادة العلمية والكفاءة في الوظائف العامة، بدل الهوية المذهبية، والزبائنية السياسية".

واردف "إننا ندعو الجميع إلى المساهمة في هذه المسيرة المباركة، سواء بالدعم المادي أو المعنوي، أو بالمشاركة في المبادرات التي تهدف إلى تعزيز حياة الأيتام وتطوير إمكانياتهم. فاليتيم لا يحتاج فقط إلى الطعام والشراب، بل يحتاج إلى الحب والاحتضان، يحتاج إلى أن يشعر بأنه جزء من مجتمع يقدره ويحترمه، ويؤمن بقدراته، ويفتح الأبواب أمام طموحاته. إن كل صعوبة تحتوي على فرصة مناسبة علينا اقتناصها، وإن كل فرصة تتضمن مكامن التغلب على صعوباتها، لا بد من اكتشافها".

وتابع: "دعوني أقول لكم بأن عهود الفرص الضائعة ولّت، وعلينا جميعاً أن نتعاون لإنجاح فرص الإنقاذ المتاحة في هذا العهد الجديد، لنكون على مستوى الثقة التي أولانا إياها اللبنانيون في الداخل، والأشقاء والأصدقاء في الخارج، والذين لن يبخلوا علينا بالدعم والمساعدة، إذا عرفنا نحن أن نساعد أنفسنا أولاً وأخيراً.