رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم ان السلام الذي وعد به الأميركي منطقة الشرق الأوسط وتحديدا لبنان، تحول دعوات إلى مزيد من الحروب في سياق دعم ما يخطط له الإسرائيلي ويطمح اليه في لبنان وسوريا وكل الوطن العربي. وهذا ما نشهده اليوم في جنوب لبنان من اعتداءات إسرائيلية يومية على السيادة اللبنانية، وسط صمت العالم بأسره لاسيما من قبل اللاعبين الدوليين في المنطقة الشرق أوسطية.
ولفت هاشم في حديث إلى "الأنباء" الكويتية، إلى ان الضغوطات العسكرية والأمنية التي يمارسها الإسرائيلي ومن خلفه الولايات المتحدة على لبنان لدفعه إلى التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، سيدخل المنطقة برمتها في مرحلة خطيرة لا أحد يعلم أين وكيف تنتهي، لاسيما ان الخريطة العقائدية الليتورجية التي رفعها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أمام الأمم المتحدة بحضور قادة الدول، والتي تظهر حدود إسرائيل الكبرى، بدأت معالمها تتجلى في جنوب كل من الدولتين اللبنانية والسورية.
واعتبر بان ما يحصل اليوم على الحدود الشرقية للبنان مع سوريا، ليس معزولا عن المخطط الجيوسياسي للكيان الإسرائيلي. فمن جنوب لبنان إلى شماله فشرقه أجندة اسرائيلية واحدة تعتدي من جهة على السيادة، وترمي من جهة ثانية الفتن لإشغال الشعبين اللبناني والسوري ببعضهما. وهذه محاولة يائسة لإبعاد الضوء عن اعتداءات إسرائيل على جنوب لبنان وعلى بقاعه بشقيه الغربي والشمالي، بالتوازي مع محاولاتها إفراغ غزة من أهلها، وتحركاتها المشبوهة في الجنوب السوري والشمال العراقي. وكأن هناك رسام تخريبي لشرق أوسط جديد، يلغي ما يشاء من خطوط ويسطر أخرى وفق ما تقتضيه لعبة التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي.وهذا ما لن يقبل به لبنان.
وتابع: المؤسف في الداخل اللبناني، هو وجود اصوات عالية النبرة تربط إعادة إعمار ما هدمه العدو الإسرائيلي بالتطورات الراهنة في المنطقة. وقد اتحفنا بعض الإعلاميين الذين يتصدرون الشاشات ويدعون خبرات واسعة في المجال الإعلامي، بالتبشير بأن الظروف والأجواء باتت مهيأة لإبرام سلام مع العدو الإسرائيلي. يأتي ذلك في وقت أكثر ما يحتاج فيه لبنان إلى التضامن والتكاتف بين أبنائه وقياداته السياسية منها والروحية، لاجتياز المرحلة والحفاظ على لبنان واحد موحد، علما ان الضغوط على لبنان قد تتوسع مروحتها خلال الأيام المقبلة، لان ما يطمح اليه العدو الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي أكثر بكثير من تطبيق قرار دولي هنا واتفاق وقف إطلاق نار هناك. والدليل هو استمرار العدوان الإسرائيلي باستهداف المناطق اللبنانية جوا، على رغم التصريحات اللبنانية الرسمية التي أكدت مرارا وتكرارا سواء من قصر بعبدا أم من عين التينة على التزام لبنان تطبيق القرار الدولي 1701. وقد استكمل الجيش اللبناني عملية انتشاره في منطقة جنوب الليطاني، عملا باتفاق وقف إطلاق النار.
وختم هاشم قائلا: "مقايضة المساعدات الدولية وإعادة الإعمار بسحب السلاح من حزب الله لم تفاجئ اللبنانيين، بل كانت متوقعة على قاعدة مسك لبنان في الذراع التي تؤلمه، علما ان هذا الملف الوطني بامتياز، وعلى رغم انه يشكل أحد أهم عوامل قوة لبنان، قابل للنقاش والمداولة به على طاولة الحوار الموعودة للبحث بالاستراتيجية الدفاعية. لكن ان يصار إلى طرح موضوع تسليم المقاومة لسلاحها من دون قيد أو شرط، بما يسهل على الإسرائيلي تنفيذ مشاريعه الجيوسياسية والإيديولوجية في لبنان مرفوض بالمطلق. من هنا أدعو الفرقاء السياسيين من دون استثناء إلى كلمة سواء في هذا المقام، والتصرف بهدوء وحكمة في مقاربته".